============================================================
مقالات البلخي وحقيقة حيي آخر أنه يقدر، بل قلنا: حقيقة كل قادر أنه لا يخلو من ذلك، والقادر الذي لا يجوز أن يقال: إنه يجوز أن يقال: لم يخل من أن يكون قادرا، (1/147) جائزا أن يقدر. وكذلك الذي يجوز أن يقدر وليس بقادر لم يخل من ذلك/.
فإن قال: فقد يجوز أن يقول قائل: إن حد الجسم أنه لا يخلو من أن يكون طويلأ عريضا عميقا، أو من أن يكون قائما بنفسه، أو يكون محتملا للأعراض، فأي ذلك صح له فهو جسم قلنا: نقول لأصحاب هذا الجواب: إنه إن وجد على ذلك حجة أو رجع الى بديهة لم ندفعه عنه. وعلى أن القائل بأن القديم جسم، أو زعم أنه ليس بطويل ولا عريضي ولا عميق ولا يحتمل الأعراض، ولم يرد بقوله: جسم إلا أنه لا يقوم لغيره لم يكن معناه فاسدا، وكان لفظه هو الخطأ الذي نصل به.
ثم يقال لمنتحلي الفلسفة: إن حد الإنسان عندكم أن يكون حيا ناطقا ميتا. فما أردتم بقولكم ميث؟
فان قالوا: أردنا أنه في حال حياته ميث على معنى أنه قدمات؛ فهو وسواس وإن قالوا: بل أردنا أنه يجوز أن يموت أو هو ممن يموت لا محالة؛ قلنا فأخبرونا عنه إذا مات أهو إنسان؟ فإن قالوا: لا؛ فهذا خروجج من التعارف، وإن قالوا: نعم هو إنسان، قلنا فهو في حال موته ليس ممن يموث، ولا ممن يجوز ذلك عليه وهذا إبطال للحد على حكمهم.
وإن قالوا: هو وإن لم نجوز عليه أن يموت فهو ميث، وهو أكان ميتا أو جائزا عليه الموث، وسواء كان حيا ناطقا أو كان ذلك جائزا عليه، وإنما مدار
Bogga 626