وليس السياق بيان شيء مما تقدم الإشارة إليه، بأن ذلك بحر لا يعارض في الحجة
بالأذهان والعقول ، ولا يقترب من حمى شاطئه العزيز بالعبارات والنقول ، وإنما
المقصود سوق الفهوم والأذهان - مع ما جعل فيها من أنوار الفطرة الإحاطية وسر
حقائق الإيمان - إلى بيان شيء من عقد تربط القلوب عليه، وإشارة بلوغ إلى علم ديني
لعل يهتدي قلب مريد إليه، والله تعالى الموفق الهادي إلى سواء السبيل.
فلما من الله تعالى بهذا الفضل العظيم، والجود العميم، واللطف والإنعام، وأظهر
ما أظهر من العوالم العلوية والسفلية ، والعرشية والفرشية،، الروحانية والجسدانية،
والحقيقية والظلالية، والظاهرة والباطنة، وأبدأ شريف هذه الأكوان البهية، وخمائل هذا
النظام ، ظهر فيما أظهر بخفي حكمته إبهاما لقضاء ترتيب الأسفل والأعلى والأشرف
181
Bog aan la aqoon