عنكما فضلي، ولا عطائي أبدا، فإنكما في كنف عزتي وظل قربي وجلالي، ولكما إشارة
من المغني البلالي: أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا.
وقال رضي الله عنه : داعي الدنيا من جميع وجوهها - خفيها وجليها - يدعوك من حيث
تشتهي وتميل، وداعي الآخرة - حقا وصدقا من غير مزج - يدعوك من حيث تنفر
وتكره، وداعي الحقيقة يدعوك من حيث تفنى ويذهب شاهدك.
152
فلهذا : تستجيب النفس سريعا للأول وتميل لما يقول ، لأنه على موافقة هواها،
وتتعسر استجابتها وتتلون وتستصعب لاستجابة الثاني.
وأما الثالث : فلا يكاد يستجيب له إلا صاحب عناية، ومن لاح له من أفق
التوفيق فجر تخصيص وهداية.
Bog aan la aqoon