المَأْوى) (النجم: ١٣ - ١٥) (ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) أي: رأى النبيُ ﷺ جبريلَ ﵇.
وقد رأى هناك - عند سدرة المنتهى - جنةَ المأوى كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أنس ﵁ في قصة الإسراء، والذي ورد في آخره:
" … انطلق بي جبرائيلُ حتى أتى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال: ثم دخلت الجنة فإذا هي جنابذ "أي قباب" اللؤلؤ وإذا ترابها المسك". (^١)
كما ثبت في الصحيحين-أيضًا- من حديث عبد الله بن عمر- ﵄ أن رسول الله قال: " إن أحدكم إذا مات عُرِضِ عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ". (^٢)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ -:
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا ينفى بالكلية، كالجنة والنار والعرش. (^٣)
* مشاهد من عبوديةِ الجنّةِ والنّارِ:
عبوديةُ اختصامِ الجنّةِ والنّارِ: وإن مما يُستدل به على عبودية الجنّةِ والنّارِ اختصامهما إلى ربهما ﵎، ومن أبرز شواهد الأدلة على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " تحاجّت الجنّةُ والنّارُ، فقالت النّارُ: أوثرتُ بالمتكبِّرين والمتجبّرين، وقالت الجنّةُ: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاءُ الناس وسقطهم وغبرتهم، فقال الله عزّ