بُعث إلى الجن والإنس، وأنه يجب على الجن طاعته كما يجب على الإنس. " (^١)
وقال ﵀ أيضُا:
"الصواب الذي عليه جمهور أهل الإسلام: أنهم مأمورون منهيون مكلفون بالشريعة الإسلامية، وأدلة القرآن والسنَّة على ذلك أكثر من أن تُحصر. " (^٢)
وقال نجم الدين الطوفي (ت: ٧١٦ هـ) ﵀-:
والدليل على تكليف الجن بالفروع: الإجماع على أن النبي ﷺ أُرسِلَ بالقرآن الكريم إلى الجن والإنس، فجميع أوامره ونواهيه متوجهة إلى الجنسين، وهي مشتملة على الأصول والفروع، نحو (آمِنُوا بِالله) (الحديد: ٧)،
(وأقيموا الصلاة) (البقرة: ٤٣)، وقد تضمن هذا الدليل على أن كفار الإنس مخاطبون بها، وكذلك كفار الجن؛ لتوجه القرآن بجميع ما فيه إلى مؤمني الجنسين وكفارهم ". (^٣)
ومما يدل على أن الجن كانوا مؤمنين ببعثة الرسل السابقين أيضًا، قوله سبحانه: (إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) (الأحقاف: ٣٠).
وهذا كله مما يدلل على عبوديتهم لله ﷾. والحمد لله رب العالمين.