لهج كثير من الجرائد الأوروبية في هذه الأيام بذكر إسماعيل باشا خديو مصر السابق، ومنها جريدة «البال مال جازيت» قالت : إما أن تستولي إنجلترا على مصر أو تسلم الإدارة فيها لإسماعيل باشا، ونقل أحد محرري هذه الجريدة عن مدام نوفيكوف، وهي صديقة شهيرة لمستر جلادستون، أنها قالت له: «إن أحسن وسيلة لتقرير الراحلة في مصر وجعل مصر للمصريين هو إعادة إسماعيل باشا إليها»، وذكرت إحدى جرائد ألمانيا أن كلامها يكاد يكون رسميا.
أما نحن فسنبين رأينا في هذه المسألة ونبدي فكرنا فيما يتعلق منها بالسلطان العثماني والطريقة التي ينبغي أن يسلك فيها، وما يرتبط منها بمصلحة المصريين، وما يجب على إنجلترا أن تأخذ به لو كانت - كما تزعم - تريد التخلص من ورطة المسألة المصرية، ولا نظنها صادقة.
الفصل الحادي والخمسون
نجد
كتب إلينا أحد أهالي نجد رسالة طويلة، يحكي بها ما فعله قنصل الإنجليز مستر «كورنل بيلي» الذي كان قنصلا لدولته في خليج فارس ومقره ببندرا بوشهر، وما توسل به للمداخلة في بلاد نجد في سنة 1280 أيام كان أمير نجد الأمير فيصل، وقصد برواية هذه الحادثة تنبيه إخوانه المصريين لشدة المشابهة بين تلك الوسائل التي تشبث بها القنصل للتداخل في سواحل البلاد النجدية، وبين ما اتخذه الإنجليز وسيلة للهجوم على أرض مصر، إلا أننا لا نذكرها الآن لقدم عهدها، وسنفرد لها وأمثالها كتابا مخصوصا؛ نفصل فيه ما فعل الإنجليز في البلاد التي حاولوا الاستيلاء عليها ولم يستطيعوا مع استمرارهم في طلب ما يمكنهم من مقاصدهم، ونطبع هذا الكتاب ونوزعه مجانا!
الفصل الثاني والخمسون
الصحف الهندية
جاءت إلينا الجرائد الهندية فسرنا اعتدال سيرها في خدمة أوطانها، وزادنا سرورا عنايتها بترجمة مقالاتنا المتعلقة بأحوال الشرقيين عموما والمسلمين خصوصا، ونقلها من اللسان العربي إلى اللسان الهندي، فلله شكرها على ما صنعت، ونخص من بينها جريدة «أخبار دار السلطنة» التي تطبع في كلكته، وجريدة «مشير قيصر» التي تطبع في لكهنو، وهذا كان أملنا في أرباب تلك الجرائد، وليس بغريب على غيرتهم الدينية والوطنية.
هذا ما كان من مسلمي الهند وهم في قبضة الإنجليز من مدة تزيد على قرن، وإننا نأسف غاية الأسف مما بلغنا عن بعض المصريين من أنهم يمتنعون عن استلام ما يرسل بأسمائهم من أعداد هذه الجريدة خوفا ورهبة، مع أنهم أحق الناس بالإقدام على أمور عظام في هذه الأوقات، فإن الآمال في خلاصهم قوية والوسائل إليه قريبة، فكيف يصل ببعضهم الخوف إلى الامتناع عن استلام جريدة هم أولى بها من غيرهم؛ إذ أهم ما فيها الدفاع عنهم.
الفصل الثالث والخمسون
Bog aan la aqoon