207

Cuqud Zabarjad

عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث

Baare

سلمان القضاة

Daabacaha

دار الجيل

Sanadka Daabacaadda

1414 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

ومن أمثلة ذكرها قول عمر ﵁: (بينا نحن عند رسول الله ﷺ إذْ طلع علينا رجل).
وحكى السيرافي أن بعضهم يجعلها ظرف مكان، وأن بعضهم يجعلها زائدة، قال: والمختار عندي الحكم بحرفيتها، أقول: يريد أنهما حرفان للمفاجأة، وجاز كونهما مشتركين بين الاسم والحرف كمنذ، وهذا الذي اختاره هو مذهب الأخفش أيضًا، وعلى هذا يكون العامل في (بينما) في حديث عمر: طلع، ثم العامل في (عند) خبر المبتدأ المقتضى وقد حدث ليبين إذا قيل فيها بينا أو بينما الاختصاص بالزمان والظرفية والإضافة إلى الجمل. ومعنى الحديث وتقديره: بين أوقات نحن جالسون فيها عنده ﵇، فاجأنا أو وجدنا اتفاقًا طلوع هذا الرجل. انتهى كلام زين العرب.
وقال القرطبي: (بينا) هذه هي بين الظرفية زيدت عليها الألف لتكفها عن عملها الذي هو الخفض، كما زيدت عليها أيضًا ما لذلك، وما بعدهما مرفوع بالابتداء في اللغة المشهورة، ومنهم من خفض ما بعد الألف على الأصل.
قال الشاعر:
بينا تعانقه الكماة وروغه ... يومًا أتيح له جريء سلفعُ
روى بخفض (تعانقه) ورفعه، وعلى هذا فالألف والميم ليستا للكف، لكن

1 / 272