223

Cuqud Durriyya

العقود الدرية

Tifaftire

محمد حامد الفقي

Daabacaha

دار الكاتب العربي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَكَانَت هَذِه الْمَسْأَلَة قد أرسل بهَا طَائِفَة من المعاندين المتجهمة مِمَّن كَانَ بَعضهم حَاضرا فِي الْمجْلس فَلَمَّا وصل إِلَيْهِم الْجَواب أسكتهم
وَكَانُوا قد ظنُّوا أَنِّي إِن أجبْت بِمَا فِي ظنهم أَن أهل السّنة تَقوله حصل مقصودهم من الشناعة وَإِن أجبْت بِمَا يَقُولُونَهُ هم حصل مقصودهم من الْمُوَافقَة
فَلَمَّا أجِيبُوا بالفرقان الَّذِي عَلَيْهِ أهل السّنة وَلَيْسَ هُوَ مَا يَقُولُونَهُ هم وَلَا مَا ينقلونه عَن أهل السّنة إِذْ يَقُوله بعض الْجُهَّال بهتُوا لذَلِك
وَفِيه إِن الْقُرْآن كَلَام الله حُرُوفه ومعانيه لَيْسَ الْقُرْآن إسما لمُجَرّد الْحُرُوف وَلَا لمُجَرّد الْمعَانِي
وَلما جَاءَت مَسْأَلَة الْقُرْآن فَقلت وَمن الْإِيمَان بِهِ الْإِيمَان بِأَن الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود نَازع بَعضهم فِي كَونه مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود وطلبوا تَفْسِير ذَلِك
فَقلت أما هَذَا القَوْل فَهُوَ الْمَأْثُور الثَّابِت عَن السّلف مثل مَا نَقله عَمْرو بن دِينَار قَالَ أدْركْت النَّاس مُنْذُ سبعين سنة يَقُولُونَ الله الْخَالِق وَمَا سواهُ مَخْلُوق إِلَّا الْقُرْآن فَإِنَّهُ كَلَام الله غير مَخْلُوق مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يعود وَقد جمع غير وَاحِد مَا فِي ذَلِك من الْآثَار عَن النَّبِي ﷺ وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ

1 / 239