Cinwaanka Guusha Sheekada Yuusuf Al-Sadiiq
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Noocyada
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
وكلما غردت ورقاء على فنن، حركت ما سكن في صميم الضمير وما استكن، وذكرتنا سالف أوقات مرت حلوة، كأنها لقصرها سويعات، ويأبى الله إلا قضاء ما أودع في أم الكتاب، وهو العليم بما انطوى عليه مطوي ذلك الحجاب، حتى استفتحنا بتكرار الدعاء بابا كان مقفلا، واجتلينا من خدور الاستجابة وجه الرجاء أغر محجلا، وأتاح لنا الله محمد علي باشا نزيل الجنة، وأوحى إلينا باتخاذ حماة من الكوارث وقاية وجنة، فخفق طائر الفكر إلى رؤياه وطار، وحدانا حادي الإجابة إلى القدوم من تلك الأقطار، بفيقان نطالعه بما في النفس من الأوطار، فألفيناه رجلا جمع بين الرئاستين؛ رئاسة السيف ورئاسة القلم، وفاز بالسبق في الحلبتين؛ حلبة الشجاعة وحلبة الكرم، فعرضنا عليه تلك القضية، ورجونا أن تكون حاجتنا بعنايته مقضية، فبرقت أسارير محياه سرورا، وآنس من هذا الاقتراح ارتياحا وحبورا.
وقال: الآن أبشرك يا مصر بالعمار، وأؤمل أن تصبحي بتوفيقه تعالى شامة وجنة الأمصار، ثم قال: أسألكما معذرتي عن قضاء تمام الأرب، وأرجوكما أن لا تتمسكا والحالة هذه بعروة الطلب، فإنه لا تتلألأ أضواء فضائلك يا حضرة الشيخ في سماء الإمارة، ولا تنتقل مواكب وسائل في مناكب المملكة تنقل الكواكب السيارة، إلا إذا والى هذه الأقطار المباركة سمي وتولاها، وأجل في ميزان الممالك الشرقية علاها، وإني لأغبطك على كونك ستعاصره، وتشد عضده وتناصره، فتمحو ما كان على صفحات المقادير سطورا، وكم يأتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، فهو الذي تقسم به دولتي غارب العلياء، ولا تبرح به عائلتي دوحة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فحمدت الله الذي قرب انجاز الأمل ثم أخره، وأماته مدة عشرين جيلا ثم أنشره، ونطقت مني الرغبة بتأويل تلك الرموز، ورجوت أن أفتتح بمفتاح الصبر أبواب تلك الكنوز، حتى حقق الله أمنيته التي تمناها، وقد كانت حاجة في نفس يعقوب قضاها، واجتبى لمصر بعد فترة سميه رافع منار العدل، وأتم نعمته عليه وعلى آل إسماعيل كما أتمها على أبويه من قبل، فاجتمعت قلوب الرعية على ولائه، وتقاطرت النفوس الازدحام تحت لوائه، فنهضت لاستلفات أنظار نجباء مصر، ليأخذوا بنصيب من مزايا هذا النصر، إلى أن خلا لي الجو مع ذلك الرفيق الشفيق، وغشيني - ولله الحمد - نور التوفيق، كيف لا وقد طرت إلى سماء المنى بجناح نجاحه، وكافحت الأيام بسلاح إصلاحه، وطمحت إلى مطالب لم تخطر لي على بال، ومآرب أخرى هي في الحقيقة من ذوات البال، ولا مرية في أن عموم المصالح قبل الولاية، قد بلغت من سوء الإدارة كل حد وغاية، فأصبحت الآن دائرة على محور الانتظام، قائمة بأمر الإصلاح خير قيام، يعلم ذلك من قاس الحاضر بالغابر، وكان على مطالعة الوقائع أول مثابر، وما ذلك إلا بعناية عزيز مصر سمي الهمم، ورعاية وزرائه النبلاء أرباب السيف والقلم، حيث حركتهم أريحية حب الوطن لتسوية صعاب المسائل بوسائط هن لتحسين الحال نعم الوسائل، ولا مجال لسرد مآثرهم التي يضيق عنها نطاق الحصر ، وعد مفاخرهم التي تضوعت بنشر أريجها آفاق مصر، فقد تغنت بذكرها صحف الأخبار، وسارت بها الركبان في سائر الأقطار.
وليس يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
قال الراوي: فلما وعينا ما سمعناه، واستنبطنا من سياق الخطاب محصل معناه، قلت له: الله أكبر، لقد خلبتنا بحديث أرق من النسيم، وجلوت علينا من حميا السياسة كأسا كان مزاجها من تسنيم.
من كل معنى تكاد الراح تعشقه
لطفا ويحسده القرطاس والقلم
فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس، والليل إذا عسعس، والصبح إذا تنفس، إنه لقول فصل، يعرب عن كمال نبل وفضل، مصدره ذو قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، فبالله إلا ما أخبرتنا عن اسمك، وأعربت لنا عن حدك ورسمك، فإنا ما سمعنا بمثل ذلك فيما غبر، وإن ما ألم بك كله لعبرة لمن اعتبر. فأومأ إلى فتاه، وقال: سلوه فإنه لسان حالي، ومعتزى روايتي في حلي وترحالي، إن شئتم أن أكاشفكم بحقيقة خبري، وأطلعكم على عجري وبجري، فانبرى الفتى كأنما نشط من عقال، وقال: لكل مقام مقال، وإن حديثي وحديثه لأغرب ما أنتجته الليالي الحبالى، وأعذب ما ارتشفت صرف كوثره الأسماع معينا زلالا.
Bog aan la aqoon