
قيل: فمن أظلم الناس لنفسه؟ قال: من تواضع لمن لا يكرمه، ومدح من لا يعرقه.
قيل: فمن أعظم الناس جلما؟ قال؛ من قمع غضبه بالصبر، وجاهد هواهآ بالعزم.
قيل : فبم يسلم الإنسان من العيوب؟ قال: إذا جعل الشكر رائده، والصبر قائده، والعقل أميره، والاعتصام بالتقوى ظهيره، والمراقبة جليسه، وذكر الزوال أنيسه.
وسئل حكيم: من أحزم الناس؟ قال: من ملك جده هزله، وقهر ليه هواه، وأعرب لسانه عن ضعيره، ولم يخدغه رضاه عن سخطه، ولا غضيه عن صدقه .
وسئل آخر عن الدليل الناصح فقال : [غريزة الطبع .
وسئل عن القائد المشفق فقال](1) : حسن المنطق.
وسئل عن العناء المتعب فقال: تطبحك مع من لا طبع له .
وقيل لبعض الملوك: ما بلغ بك هذه المنزلة؟ فقال: بعفوي عند قدرتى، وليني عند شدتي، وبذل الإنصافب ولو من نفسي، وإبقائى في الحب والبغض محلا لموضع الاستبدال.
وقيل لبعض الحكماء: ما الحزم؟ فقال: سوء الظن210. قيل له : فما الصواب؟ قال : المشورة، قيل له : فما يجمع القلوب؟ قال: المودة. قيل له : فما الاحتياط؟ قال : الاقتصاد في الحب واليغض.
شعر:
اجعل يقينك سوء الظن تنج به
من عاش مستيقظا قلت معائبهآ
ولن جوايا وكن كا لأفعوان إذا
لانست ملامسهآ أعيست مضساريه
Bogga 85