الماء عليه، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا ومضى هشام.
وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر: «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه في اليم نسفا » فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء، وقال الناصر الكبير الطبرستاني: لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) يوما وليلة. وكان قتله- على ما قال الواقدي- سنة احدى وعشرين ومائة، وقال محمد بن اسحاق بن موسى: قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما، وقال الزبير بن بكار: قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه: قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة، ووجدت عن بعضهم أنه قال: لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول: « إنا لله وإنا إليه راجعون أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (3) كثيرة.
وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انه قال: قال عبد الرحمن بن سيابة:
ألا يا عين لا ترقي وجودي
بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين
صليب بالكناسة فوق عود
Bogga 239