Cumdat Nazir
دراسة وتحقيق عمدة الناظر (قاعدة اليقين لا يزول بالشك)
Noocyada
الزراعة هي مصدر ثروة مصر في كل العصور التاريخية، ولذا عني السلاطين العثمانيون بشؤون الزراعة في مصر، وأصدروا أوامرهم إلى الباشاوات والملتزمين بوجوب العناية بحفر الترع والمصارف وإقامة الجسور اللازمة ومعاملة الفلاحين بالعدل والرحمة وكانت الزراعة في ذلك الوقت قائمة على ري الحياض مع رفع الماء بالسواقي، وامتازت الأرض المصرية بوفرة طميها وخصوبتها وزرعت مصر المحصولات اللازمة للاستهلاك الداخلي والتي صدر جزء منها إلى الخارج (¬1).
ووجد في مصر نظام خاص لجمع الضرائب من الفلاحين بإعطاء هذا الحق بطرائق المزايدة لبعض الأقوياء من بكوات المماليك أو رجال الحامية العثمانية أو التجار أو الموظفين أو مشايخ العرب، بل للنساء في بعض الأحايين.
الصناعة:
كانت الصناعة مزدهرة في مصر العربية ازدهارا كبيرا فقد قامت في البلاد صناعات عديدة كصناعة المنسوجات بمختلف أنواعها وصناعة الأسلحة والمعادن ولاسيما الذهب والفضة وصناعة السكر والصابون.
ومن الملاحظ أن مستوى الصناعة في مصر ((العثمانية المملوكية)) كان متأخرا بالنسبة لمستواها في مصر الإسلامية ومرد ذلك لأسباب كثيرة منها:
1 - أن السلطان سليم الأول اصطحب معه عقب احتلاله مصر عددا كبيرا من الصناع المصريين المهرة إلى الأستانة.
2 - التأخر الحضاري والاقتصادي الذي خيم على الشرق الأدنى إبان العهد العثماني المملوكي.
3 - تحول طريق التجارة بين الشرق والغرب عن البحر الأحمر ومصر إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
4 - خضوع الصناعة في مصر لنظام الطوائف وتركز كل صناعة في أسرة معينة فلما انقرضت بعض هذه الأسر انقرضت معها صناعتها المتوارثة.
Bogga 84