55

Cumdat Kuttab

عمدة الكتاب

Baare

بسام عبد الوهاب الجابي

Daabacaha

دار ابن حزم

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٥ هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الجفان والجابي للطباعة والنشر

ثم نظرنا في السمات التي وسمت العرب بها كلامها من الخفض والرفع والنصب، فوجدناهم أدخلوا ذلك للإيجاز في القول والاكتفاء بقليله الدال على كثيره. ١٦٦- وذكر الفراء أن من الإيجاز في القول أن الضرب كلمةٌ واحدةٌ، فوسعوا فيها، فجعلوا الضرب في الوجه لطمٌ، وفي القفا صفعٌ، وفي الرأس شجٌ إذا دمي، وكان قولهم لطم أوجز من ضرب على وجهه. وقالوا في الرمح: طعنه، وفي السيف ضربه، وفي السهم رشقه، وفي السكين وجأه، وفي الحجر شدخه. ١٦٧- قال أبو عبيدٍ: للعرب في كلامها علاماتٌ لا يشركها فيها أحدٌ من الأمم، نعلمه: إدخالهم الألف واللام في أول الاسم وإلزامهم إياه الإعراب في كل وجهٍ؛ وذكر نقلهم كل ما احتاجوا إليه من كلام العجم إلى كلامهم، ولا يتهيأ هذا للعجم، لأن العرب نقلت ما قالت حكماء العجم إلى كلامهم وكلام الفلاسفة إلى العربية، ولم يقدر أحدٌ من الأمم على نقل القرآن إلى لغتهم، لكمال لغة العرب، وقد حاول ذلك كثيرٌ من الناس، فعسر عليهم من نقله، وتعذرت ترجمته، فترجموا منه حروفًا، مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، على نقلٍ بعيدٍ واستخراجٍ شديدٍ، حتى قال بعض العلماء: لو اجتهد جميع الناس أن ينقلوا: ﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾ ما قدروا، وكذا: ﴿وغيض الماء﴾ الآية، وكذا: ﴿فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه﴾ الآية، وكذا: ﴿فانبذ إليهم على سواءٍ﴾

1 / 80