البطءِ. قالَ الشاعرُ: [من المتقارب]
٢٧ - جُماليَّةٌ تَغْتلي بالرِّدافِ ... إذا كذَّبَ الآثماتُ الهَجيرا
وعليه قولُه تعالى في الخمرِ والميسرِ: ﴿فيهما إِثمٌ كبيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٩] أي في تعاطيهما إِبطاءٌ عن الخيراتِ. ويسمَّى الخمرُ إِثمًا، من ذلك قولُه: [من الوافر]
٢٨ - شَربتُ الإِثمَ حتى ضلَّ عَقلي ... كذاك الإِثمُ تّذْهَبُ بالعقولِ
لأنَّهما سببٌ فيه. وهذا كتسميتِهم الشحمَ بالنَّدى في قولهِ: [من الطويل]
٢٩ - تعالى النَّدى في مَتْنهِ وتحدَّرا
وكتَسميةِ المرعَى بالسماءِ في قولهِ: [من الوافر]
٣٠ - إذا نَزلَ السَّماءُ بأرضِ قومٍ ... رعَيناهُ، وإنْ كانوا غِضابًا
يُقال: أَثِمَ يَأثَمُ إِثْمًا وأَثامًا فهو آثِمٌ وأَثيمٌ وأَثِمٌ وأَثومٌ أي محتملٌ للآثامِ. وقولُهم تَأثَّم، أي خرجَ من الإِثمِ، فتفعَّلَ للسَّلبِ كتحرَّجَ وتحنَّثَ وتحوَّبَ، أي خَرجَ من الحَرَجِ والحِنْثِ والحَوْبِ. وفي حديثِ: «ما عَلمنا أحدًا منهم تركَ الصَّلاةَ على أحدٍ من أهلِ القبلةِ تَأثُّمًا» أي تجنُّبًا للإِثم. ولذلك أُطلقَ التحنُّثُ في التعبُّدِ. وفي الحديثِ: «كان يتحنَّثُ بغارِ حراءٍ» أي يتعبَّدُ.
1 / 62