190

Cumdat Huffaz

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

Baare

محمد باسل عيون السود

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Noocyada

Qaamuus
تعالى. والمعنى: لا أقسم بها﴾ وأنت حل ﴿بها، أي لا يعظمونك حق تعظيمك، ولا يحترمونك حق حرمتك، فأنت كالحلال. وذلك تعظيم له من ربه ﷿ وقيل: معناه وعده بفتحها عليه. وقد أتقنا هذا في غير هذا الموضوع.
وقوله:﴾ رب اجعل هذا بلدًا آمنًا ﴿[البقرة: ١٢٦] يعني مكة. وقال في موضعٍ آخر:﴾ وهذا البلد الأمين ﴿[التين: ٣]، فأتى بمكة معرفًا ومنكرًا، فقيل: إنه في حال التنكير لم يكن بلدًا بل كان بريًة، فقال:﴾ اجعل ﴿في هذا المكان القفر بلدًا من بلدان الناس يسكنونه لعمارةٍ حرمك وزيارة نبيك. وفي حال التعريف كان قد صار بلدًا وسكنى، فأتى به معرفًا. وقيل: لأنه ﵊ علم أن يكون به سكن الناس فأتى به كالشاهد.
وسمي البلد بلدًا لتأثره بسكانه واجتماع قطانه وإقامتهم فيه. والبلد هو المكان المحدود، وغالبًا يكون مسورًا وقد لا يكون.
وقوله:﴾ والبلد الطيب ﴿[الأعراف: ٥٨] المراد به الأرض من غير نظرٍ إلى تدبر أحدٍ فيها. وقيل: كني بذلك عن الأنفس الزكية، وبعكسه عن الأنفس الخبيثة. ولاعتبار الأثر في البلد قيل: في جلده بلد أي أثر. ويجمع على أبلاد. قال الشاعر: [من البسيط]
١٩١ - وفي النجوم كلوم ذات أبلاد
فرقًا بينه وبين المكان، فإنه جمعه بلاد، كقوله تعالى:﴾ الذين طغوا في البلاد ﴿[الفجر: ١١] وبلدان.
وأبلد الرجل: صار ذا بلد كأنجد وأتهم. وبلد بالكسر: لزم البلاد. ولما كان الملازم لوطنه كثيرًا ما يتحير إذا حصل في غير موطنه، قيل: بلد فلان أي تحير في أمره، وأبلد وتبلد بمعناه قال الشاعر: [من الطويل]

1 / 226