ألم تعلمي إني تعوضت طيبة فلا تطعمي في العود يا أم عامر 21
تبدلت من كل البلاد بأسرها بلاد رسول اله أبرك طاهر
فما مثلها عندي شيبه لذاتها سوى مكة سادت بتلك المشاعر
فضائل صحت في الصحاح لطيبة فخذها بقلب واستمعا لآخر
شهيد لنا أو شافع سيد الورى لصبر على لأوائها المتكاثر
كذاك لمن وفي بها مثل ذاله ليهن بوعد من صدوق لشاكر
وكم صح في أخبارها من فضائل فمن تربها للداء رفع الدرائر
حباها بمثلي ما دعاه لمكة فجاور وطيب نفسا بهذي المفاخر
وذلك ضعف الضعف صدق محقق فكن قانعا فيها بقوت وصابر
وكم من كرامات تجلت لأهلها بلفظ روينا مسند متواتر
فكم سعدكم يا نازلين جواره بتحويل حماها ونفي المضارر
وطابت في الدجال يهدي خلالها ولا مجرم إلا ابتلى بالدوائر
ومن اهلها بالسوء قصدا أرادهم أذيب كملح ذاب ويل لماكر
ولما أن اختار المهيمين حفظها حماها بأملاك سداد البوادر
فمن عزها أملاكه في نقابها تردد دجالا محلى بكافر
وطاعن طاعون كذلك ترده وإن عم تطوافا فليس بعابر
وآمن من خسف ومن أن يصيبها عذاب وهو فينا بقدرة قادر
ومنها لمجذوم دواء سباخها فخذها كرامات أتت ببشائر
وكان إذا ليل سجى قام داعيا لاهل بقيع الغرقد المتفاخر
فيهدي اليهم من حفيل دعائه ويسأل مولاه باحضار خاطر
ووصى جميع الناس وطرا بجاره فقال احفظوني أمتي في مجاوري
وقد قال ما من ذاك والله ابتغى مكانا لدفني من جميع المقابر
Bogga 21