234

Cumda Fi Mahasin Shicr

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Tifaftire

محمد محيي الدين عبد الحميد

Daabacaha

دار الجيل

Daabacaad

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

" فإن ذلك " يريد فإن ذلك مكافأة لهم. وروى أبو عبيدة أن سفيان الثوري قال: جاء رجل من قريش إلى عمر بن عبد العزيز يكلمه في حاجة له، فجعل يحث بقرابته، فقال عمر: " فإن ذلك " ثم ذكر حاجته، فقال: " لعل ذلك "..
وقال الطرماح يومًا للفرزدق: يا أبا فراس، أنت القائل:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتًا دعائمه أعز وأطول
أعز مما ذا وأطول مما ذا؟ وأذن المؤذن، فقال له الفرزدق: يا لكع ألا تسمع ما يقول المؤذن " الله أكبر " أكبر مما ذا أعظم مما ذا؟؟ فانقطع الطرماح انقطاعًا فاضحًا وزعم بعض العلماء أن معنى قول الفرزدق عزيز طويل، ولكنه بناه على أفعل مثل أبيض وأحمر وما شاكلها، فجعله لازمًا لما في ذلك من الفخامة في اللفظ والاستظهار في المعنى.
ومن الإيجاز قول الأعرابي في صفة الذئب:
أطلس يخفي شخصه غباره ... في شدقه شفرته وناره
فقوله في الشفرة والنار إيجاز مليح.
وقال آخر في صفة سهم صادر: غادر داء ونجا صحيحًا وقال آخر في صفة ناقة: خرقاء إلا أنها صناع وقال أبو نواس يصف جنين ناقة مخدجًا: ميت النسا حي الشعر وقال ابن المعتز يصف بازيًا: مبارك إذا رأى فقد رزق

1 / 252