12

Cumda Fi Mahasin Shicr

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Baare

محمد محيي الدين عبد الحميد

Daabacaha

دار الجيل

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

وقال ابن سيرين: الشعر كلام عقد بالقوافي، فما حسن في الكلام حسن في الشعر، وكذلك ما قبح منه. وسئل في المسجد عن رواية الشعر في شهر رمضان وقد قال قوم: إنها تنقض الوضوء فقال: نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ثم قام فأم الناس، وقيل: بل أنشد: لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزًا ... ولو رضيت رمح أسته لاستقرت وقال الزبير بن بكار: سمعت العمري يقول: رووا أولادكم الشعر؛ فإنه يحل عقدة اللسان، ويشجع قلب الجبان، ويطلق يد البخيل، ويحض على الخلق الجميل. وسئل ابن عباس: هل الشعر من رفث القول؟ فأنشد: وهن يمشين بنا هميسا ... إن تصدق الطير ننك لميسا وقال: إنما الرفث عند النساء، ثم أحرم للصلاة. وكان ابن عباس يقول: إذا قرأتم شيئًا من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب؛ فإن الشعر ديوان العرب. وكان إذا سئل عن شيء من القرآن أنشد فيه شعرًا. وكانت عائشة ﵂ كثيرة الرواية للشعر. يقال: إنها كانت تروي جميع شعر لبيد. وروي عن النبي ﷺ أنه قال: " لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين ".

1 / 30