============================================================
إلى ربي فتقضي حاجتي"، وتذكر حاجتك، ورح حتى أروح معك، فانطلق الرجل فصنع ماقال له. ثم آتى باب عثمان، فجاءه البواب حتى آخذ بيده، فأدخله على عثمان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال: ما حاجتك؟ فذكرها له، وقال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة؟، وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان ابن حنيف، فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي، ولا يلتفت إلي حتى كلمته، فقال له عثمان بن حنيف : والله ما كلمته1! ولكني شهدت رسول الله وأتاه ضرير، فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي : "أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله ليس لي قائد. وقدشق علي، فقال: ائت الميضأة، فتوضا ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات" .
فقال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا، وطال بنا الحديث، حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط: انظر: دلائل النبوة للإمام البيهقي 168/2، وسبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي 407/12. ولازال العلماء والأئمة والأعلام والصلحاء والعارفون يتوسلون بحضرته ل وينالون مبتغاهم ببركته وعظيم قدره عند ربه فهو باب الله الأعظم وواسطته ووسيلة آدم فمن دونه إلى الله سبحانه، ومن لم يدخل من بابه فهيهات أن يلج الحضرة أو أن ينال الحظوة، لا حرمنا الله من مدده ورزقنا معرفة قدره، وعظم منزلته، حتى تلقاه سبحانه ويدنا بيده الشريفة نحن ومن أحبنا وأحبيناه فيه، آمين: والكلام في التوسل بسيد الوجود حبيبنا الأعظم كلام طويل، أطنب فيه العلماء بحثا، ولا يخلو كتاب من كتب الحديث والسير والشمائل والخصائص إلا وتحدث الأنمة فيه عن جواز التوسل بحبيبنا والحث عليه فلا عليك يا أخي المحب من التوسل برسول الله فهو لوسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى ربك، ودع عنك قول المعاند والعذول والمخالف، هدانا الله وإياك لما فيه رضاه، والتأدب معه ومع رسوله وأوليائه.
416
Bogga 298