197

============================================================

والاضافه ههنا بيانية . وهذا التشبيه عكس ما هو المتعارف من تشبيه الثغر والكلام المليحين باللؤلؤ . وعدل عنه الناظم إلى ما ذكره مبالغة في المدح، بل هو في الحقيقة من تشبيه الأدنى بالأعلى؛ إذ من المعلوم أن كلامه وثغره صلى الله عليه وآله وسلم أجل ال واعلى في كمال الإضاءة، وتمام البريق، وغاية الحسن، ونهاية الملاحة من اللؤلؤ المكنون في صدفه. ففي حديث أم معبد: كان حلو المنطق فصلا، لا نزرا ولا هذرا، كأن منطقه خرزات نظمن،(1) وحكي أن بعض الناس رأى في منامه أن الصديق يزف اننبي بهذا البيت والذي قبله.

ثم أخذ الناظم بمدح تربته التي دفن فيها فقال : - يا رسول الله... الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية. قال: ياعائشة، وما يؤمنني آن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح، وقد أتى قوما العذاب، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} (سورة الأحقاف : 24) .

أخرجه البخاري في كتاب التفسير، وفي كتاب الأدب باب التبسم والضحك، ومسلم في كتاب الاستسقاء باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والإمام أحمد في المسند16/6.

(1) حديث أم معبد وفيه : كان نزر الكلام، سمح المقالة، إذا نطق ليس بمهذار، وكأن كلامه خرزات نظم . أخرجه الطبراني من حديث آم معبد: وكان منطقه خزرات نظم ينحدرن ، حلو المنطق، لا نذر ولا هذر: . وفي حديث عائشة: "كان إذا تكلم تكلم نزرا، ال وفي الصحيحين من حديث عائشة: كان يحدثنا حديثا لو عده العاد لأحصاه. انظر: تخريج أحاديث الإحياء، للحافظ العراقي - المجلد الثاني - كتاب آداب المعيشة وأخلاق النبوة. الحديث رقم:9 410

Bogga 197