============================================================
من الديم جمع ديمة*(1)، وهي: المطر الدائم الذي لا رعد فيه ولا برق. وأقله ثلث النهار، واكثره يوم وليلة.
وأشار الناظم بذلك إلى أن الأنبياء وأمهم متزاحمون على موارد بحره الزاخر، ومناهل غيثه الهامر، آخذكل منهم بحسب استعداده، وقدر ما قدر له، غرفا أو رشفا، فكمالات الأنبياء وإن كثرت في أنفسها وتفاوتوا فيها بالكثرة والقلة قليلة جدا بالقياس إلى كمالات نبينا وسيدنا محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-، نسبتها اليها كنسبة ما يغرف من البحر، وما يرشف من الديم، فهو السيد الأعظم، والمفاضل الذي فاض من نواله فعم، صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم رجعوا في أمر الشفاعة العظمى إليه(2).
(1) وفي حديث عائشة - رضي الله عنها- وقد سثلت عن عمل سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعبادته؟؛ فقالت: كان عمله ديمة؛ شبهت عمله صلى الله عليه وآله ال و سلم في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر الدائم.
(2) كما جاء في حديث الشفاعة الذي أخرجه أصحاب السنن بسندهم عن أبي هريرة قال : ، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلخم فرفع إليه الذراع فاكله وكان تعجبه فنهس منه نهسة ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون لم ذاك؟ يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد وآحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدثو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون ولا يتحملون، فيقول الناس بعضهم لبعض: ألا ترون ما قد بلفكم الا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول الناس بعضهم لبعض عليكم بادم فيأتون آدم فيقولون : أنت أبو البشر خلقك الله بيده و نفخ فيك من روحه وآمرالملأتكة 290
Bogga 137