============================================================
الله تعالى عليه بأنه حبيب الله وسيد أولياء الله تعالى، وناهيك بهذه الخصلة الكاملة والنعمة الشاملة، لأن في هذه الإضافة على المولى جل جلاله من كون نبينا صلى الله عليه وآله وسلم حيبأله، من التفخيم والتعظيم ما لا تحيط به العقول، ولا يعبر عن كنهه لسان أو مقول، لأنك إذا قلت - ولله المثل الأعلى - فلان يحب السلطان، فقد تقرر بذلك للسامع فضله وعلو منزلته عند من أضيف إليه، ما لا يسع حمله الآذان، فكيف وقد أضيف كونه صلى الله عليه وآله وسلم حبيبا إلى مالك الملوك الذي يعطي وينع، ويضع ويرفع، من أوجد العالم بأسره، وهو سبحانه كل يوم هو في شأن، يضر وينفع، ويخص من شاء بما شاء ويخفض ويرفع؟. فدلت هذه الاضافة إلى المولى جل جلاله وخصوصيتها لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على كمال الرفعة وعلو المنزلة، وذروة التفخيم. وربنا سبحاته ال وتعالى وإن كان محبا لأوليائه وأنبيائه كلهم، بمعنى أنه منعم عليهم في دنياهم وأخراهم، لكن إتعامه لسيد المخلوقات ومن خلق من أجله الأرضين والسماوات لا يصله إنعام، ولا يبلغه إعظام، فلذا خصه صلى الله عليه وآله وسلم بأنه حبيبه، أي: أن المخلوق الذي خلقته اا و ا عت عليه، واصطفيته اصطفاء لم يبلغ أحد فيه منزلته، هو هذا الحبيب المرتضى، وأفضل من يأتي، وأكرم من مضى: واياك يا أخي الحبيب أن تفهم أن معنى المحبة من ربنا ما نجد في قلوبنا من الميل بالقلب إلى امثالنا أو شهواتنا، فإنا محدثون في بنيتنا وأشكالنا. وصفات مولانا جل جلاله لا تشبه صفاتنا، وذاته لا تشبه ذاتنا، وكل ما خطر في قلوبنا من صفات الله تعالى مستحيل عند العقلاء أن يكون كصفاتنا. فمحبة الله تعالى لعبده إنعامه عليه بالتوفيق، واختصاصه بما من به لديه، وإضافة المحبة إلى الله تعالى كناية عن تمام الإنعام، وكمال التبجيل والإكرام.
حبته لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم تمكينه من سعادته، وعصمته، وتأبيده، وتوفيقه، وتهيئته لأسباب القرب من خالقه الرب سبحانه، واعطاؤه من المواهب اللدنية، 229
Bogga 116