Cujab Fi Bayan Asbab
العجاب في بيان الأسباب
Baare
عبد الحكيم محمد الأنيس
Daabacaha
دار ابن الجوزي
وأما أثر السدي فأخرجه الطبري وابن أبي حاتم١ من طريق أسباط عنه بهذا ولكن فيه: تمر باليهود ويؤذونهم، وكانوا يجحدون محمدا في التوراة وفيه فيقاتلوا٢ معه العرب، وفيه: كفروا به حين لم يكن، والباقي سواء. زاد ابن أبي حاتم في آخره: فما بال هذا من بني إسماعيل؟
وأخرجه الطبري٣ من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: كانت اليهود تستنصر بمحمد ﷺ على مشركي العرب، يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا٤ حتى يعذب المشركين ويقتلهم٥.فلما بعث الله محمدا ورأوه أنه من غيرهم كفروا به حسدا للعرب وهم يعلمون أنه رسول الله فقال ﷿: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه﴾ الآية.
ومن طريق٦ ابن جريج قلت لعطاء٧ قوله تعالى: ﴿وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُون﴾ قال: كانوا يرجون أن يكون منهم فلما خرج ورأوا أنه ليس منهم، كفروا به وقد عرفوا أنه الحق.
ومن طريق٨ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كانت يهود يستفتحون على كفار العرب يقولون: أما والله لو قد جاء النبي الذي بشر به موسى وعيسى، أحمد لكان لنا
١ الأول في "٢/ ٢٣٥" "١٥٢٧" ولم أجد عند الثاني، ولعله سقط من هذه النسخة. ٢ في الأصل: فتقاتلوا. تحريف. ٣ "٢/ ٣٣٥" "١٥٢٦" وتفسير ابن أبي حاتم "ص٢٧٦-٢٧٧" "٩١٢". ٤ في الأصل: عندهم وهو تحريف. ٥ جاء الفعلان في الطبري الأول بالياء والثاني بالنون في ابن أبي حاتم وبدون نقط في الأصل. ٦ "٢/ ٣٣٥" "١٥٢٨" وما هنا مختصر. ٧ أي: ابن أبي رباح كما مر معنا. ٨ "٢/ ٣٣٦" "١٥٣٣" وفي النقل تصرف.
1 / 284