261

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

نفديهم فإن قيل لهم: فقد نهيتم عن قتالهم قالوا: إنا نستحيي من حلفائنا فنزلت الآية بتوبيخهم على ذلك١. ٢٧- قوله ز تعالى: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ﴾ . أخرج ابن أبي حاتم٢ من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: قالت اليهود قلوبنا مملوءة علما لا نحتاج إلى علم محمد ولا غيره٣ بل هي غلف فنزلت ﴿بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِم﴾ . ومن طريق٤ فضيل بن مرزوق٥ عن عطية٦ العوفي قالوا: قلوبنا أوعية العلم٧.

١ لم ينقل لنا أن قتالًا وقع بين بني النضير وقريظة بعد الهجرة فما ذكر هنا لا يعد سبب نزول، وإنما هو من باب حكاية ما مضى والله أعلم. ٢ "١/ ١/ ٢٧٢" الرقم "٨٩٩" ومثله في الطبري "٢/ ٢٣٧" الرقم. ٣ ما بعده غير موجوه في التفسير. ٤ "ص٢٧٢" الرقم "٩٠٠" ومثله في الطبري "٢/ ٣٢٧" الرقم "١٥١٠". ٥ هو الأغر الرقاشي أو الرواسي الكوفي أبو عبد الرحمن وقد اختلفوا فيه بين موثق ومضعف. وقال الحافظ في "التهذيب" "٨/ ٢٩٩": "قال ابن حبان في الثقات: يخطئ، وقال في الضفعاء: كان يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات". وانظر "الجرح والتعديل" "٧/ ٥٧"، و"المجروحين" "٢/ ٢٠٩". ٦ في الأصل: باطية وهو تحريف ظاهر. ٧ قال ابن قتيبة في "غريب القرآن" "ص٨٥": "ومن قرأه "غلف" مثقل. أراد جمع غلاف أي: هي أوعية للعلم. وقد قرأ "غلف" أبو عمرو -رواية اللؤلؤي- وابن عباس وابن محيصن والأعرج وابن هرمز. انظر "معجم القراءات القرآنية" "١/ ٨٥". ولم يرتض الطبري هذه القراءة وعدها شاذة. انظر "٢/ ٣٢٧-٣٢٨".

1 / 279