253

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنزل الله فكتبوا كتابا بأيديهم، ثم قالوا لقوم سِفْلة١ جهال: هذا من عند الله فأخبر أنهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين٢. وهذا استنكره الطبري من جهة اللغة العربية٣ وقد تقدم أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس وإسناده [من ابن منصور] ٤ إلى الضحاك ضعيف٥ وكأنه جعل ما في الآية وصف مَنْ ذكر في التي بعدها وعند الأكثر أنها صفة قوم آخرين وهو أولى. ٢٤- قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا﴾ [الآية: ٧٩] ٦. قال الواحدي:٧ قال الكلبي بالإسناد الذي ذكرنا أنهم غيروا صفة رسول الله ﷺ في كتابهم وجعلوه آدم سبطا طويلا وكان ﷺ ربعة أسمر. وقالوا لأصحابهم وأتباعهم انظروا إلى صفة النبي ﷺ الذي يُبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا وكانت٨ للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن تذهب مأكلتهم إن بينوا

١ حركها الناسخ في الأصل بفتح السن والفاء وفي القاموس مادة سفل "ص١٣١٢": "وسفلة الناس، بالكسر وكفرحة: أسافلهم وغوغاؤهم". ٢ وتتمة النص: لجحودهم كتب الله ورسله. ٣ قال ﵀: "وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم وذلك أن "الأمي" عند العرب: هو الذي لا يكتب". ٤ هذه العبارة التي جعلها بين معقوفتين -والله أعلم- من الناسخ، ولا علاقة لابن منصور بخبر الضحال، إنما هو مذكور في سند ابن أبي حاتم. ٥ لما علمت من حال جوبير، وبشر بن عمارة الذي يرويه عنه. ٦ المذكور هنا تفسير ولم يذكر فيه سبب نزول. ٧ "ص٢٤" وعلى كل من الكلمتين رمز الصحة. ٨ في الأصل: فكانت.

1 / 271