248

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

الله ﷿ من بعض الملائكة فيكون لهم بذلك المزية على من بعدهم بما يدل عليه سياق الآية كما أشار إليه الطبري، ويصح ما أطلقه الترمذي ومن تبعه من اختصاص موسى بسماع كلام الله ﷾، على أن في الحصر١ نظرًا فظواهر القرآن والأحاديث تدل على أن موسى ﵇ اختص بقدر زائد٢ من ذلك لا مطلق الكلام والله أعلم. ٢٢- قوله ز تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم﴾ الآية ٧٦. ١- أما صدرها فذكر أبو حيان بغير إسناد قال:٣ قيل إن النبي ﷺ قال:

١ أي: في حصر الحكيم الترمذي سماع كلام الله بموسى ﵇ فقط. ٢ وهذا القدر الزائد هو مخاطبته وكأن الحافظ يشير إلى قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ . وإلى حديث الشفاعة الذي رواه الشيخان وغيرهما. وفيه كما في صحيح البخاري كتاب "الرقاق" باب صفة الجنة والنار: "ائتوا موسى الذي كلمه الله فيأتونه، فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته". قال الحافظ في "الفتح" "١١/ ٤٣٥": "وفي رواية مسلم: "ولكن أئتوا موسى" وزاد وأعطاه التوراة وكذا في رواية هشام وغيره، وفي رواية معبد بن هلال" "ولكن عليكم بموسى فهو كليم الله" وفي رواية الإسماعيلي": "عبدًا اعطاه الله التوراة وكلمه تكليمًا" زاد همام في روايته: "وقربه نجيا". وفي كتاب التفسير في سورة الإسراء باب ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾ في سياق حديث الشفاعة أيضًا: "فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك" انظر "الفتح" "٨/ ٣٩٥-٣٩٦". ٣ في "البحر المحيط" "١/ ٢٧١" وقد ذكر سبعة أقاويل. نقل الحافظ منها الخامس.

1 / 266