241

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

وقال غيره:١ معنى النسخ إنما هو في حق من أدرك محمدا لا مَن كان قبل وهو متجه وبالله التوفيق. قلت: إن ثبت حديث سلمان أنه ﷺ حكم عليهم بالنار دل ذلك على أن من كان ليس على دين الإسلام فهو هالك فنزلت الآية مخبرة بأن من آمن بنبيه الذي هو من أمته ولم يغير بعده ولم يبدل وآمن بنبي بعث إليه مثلا ناسخا لشريعة من قبله فإنه ناج وأن اسم الإسلام يشمله وإن سُمي بغيره من اليهودية والنصرانية مثلا٢،

= بعد مبعثه كما سيأتي في توجيه ابن كثير. وقد كان ابن الجوزي أدق حين قال في "نواسخ القرآن" "ص٤٣" في التعقيب على هذا الخبر: "وكأنه أشار بهذا إلى النسخ، وهذا القول "يقصد بالقول النسخ" لا يصح لوجهين: الأول: أنه إن أشير بقوله ﴿وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى﴾ إلى ما كان تابعًا لنبيه قبل أن يبعث النبي الآخر فأولئك على الصواب، وإن أشير إلى ما كان في زمن نبينا ﷺ، فإن من ضرورة من لم يبدل دينه ولم يحرف أن يؤمن بمحمد ﷺ ويتبعه. والثاني: أن هذه الآية خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ". وكان محققو "المحرر الوجيز" قد قالوا في هامش "١/ ٣٢٦": وقال بعضهم: هذا القول لا يصح عن ابن عباس لأن النسخ لا يجوز أن يدخل الخبر االذي يتضمن الوعد وهذا منهم -إن قصدوا ابن الجوزي وإن لم يقصدوه- غير سديد لأنه لم يرد القول ولكنه أنكر النسخ الذي قد يُفهم منه، ولأن سند القول من أجود الأسانيد عن ابن عباس كما علمت. ١ أرجح أنه يقصد ابن كثير فلم أجد هذا التوجيه عند غيره من المفسيرين المذكورين آنفًا فقد قال في "تفسيره" "١/ ١٠٣": "إن هذا الذي قاله ابن عباس أخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عملا إلا ما كان موافقا لشريعة محمد ﷺ بعد أن بعثه به، فأما قبل ذلك فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل نجاة". ٢ هو يختص اسم "الإسلام" بهذه الأمة أو يطلق على من كان قبلها؟ مسألة خلافية وقد ألف فيها الإمام السيوطي كتابا سماه "إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة" وأورده في الفتاوى الأصولية الدينية من كتابه "الحاوي للفتاوي" "٢/ ٢٨٦-٣٠٤" وقد ألفه في شوال من عام ٨٨٨ وفي أوله: "وقد وقع السؤال: هل كان الأمم السابقون يوصفون بأنهم مسلمون أو لا؟ فأجبت بما نصه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على كل حق، أو يختص بهذه الملة الشريفة على قولين أرجحهما الثاني ... ".

1 / 259