226

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

وغيرها١، وإذا تقرر ذلك فالذي قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاس﴾ مكي، يقتضي اختصاصه بما قبل الهجرة فلا يدخل فيه المنافقون؛ لأنه٢ إنما حدث بعد الهجرة جزما، وأما اليهود فمحتمل، والذي قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاس﴾ خوطب به، أهل مكة، يعم ما قبل الهجرة وما بعدها لكنه يخص أهل مكة دون غيرهم من المشركين. وإشكال القرطبي حيث قال: إن البقرة مدنية باتفاق وكذلك سورة النساء، وقد وقع فيهما ﴿يَا أَيُّهَا النَّاس﴾ لا يرد إلا على العبارة الأولى٣، وكذا قول أبي حيان: الضابط في المدني صحيح، وأما المكي فيحمل على الأغلب٤، وقد قيد الجعبري كلام علقمة بما لم أره في كلام غيره٥.

١ قال الدكتور غانم في كتابه المشار إليه: "وقد عرف هذا الاتجاه في تعريف المكي والمدني منذ زمن مبكر، فقد روى الداني [في كتابه البيان في عد آي القرآن ورقة ٤٤ ط] عن يحيى بن سلام "ت٢٠٠هـ" أنه قال: ما نزل بمكة وما نزل بطريق المدينة قبل أن يبلغ النبي ﷺ المدينة فهو من المكي، وما نزل على النبي ﷺ في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني". قال السيوطي في "الإتقان" "١/ ٩": "وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحًا"، وقد نقل هذا القول هو والزركشي من قبله، وتصحف "الداني" في "الإتقان" إلى "الرازي" وفي "التبيان" للجزائري "ص٣٤" و"البرهان" "١/ ١٨٨" إلى "الدارمي" وترجمه محقق البرهان محمد أبو الفضل إبراهيم على أنه صاحب "المسند الكبير" المتوفى سنة "٢٨٠" وهذا خطأ وفاته أن صاحب المسند يكنى بأبي سعيد وليست كنيته أبا عمرو، وقد ذكر أيضًا أن في نسخة مخطوطة أخرى من "البرهان" وردت النسبة: "الداني" وحكم عليها بالتحريف، وحكمه هو التحريف بعينه. ٢ في هامش الأصل كتابة سقطت من التصوير وبقي حرف "ق" ويبدو لي أن ما سقط هو: أي: النفاق أو لأن النفاق. ٣ نعم فقد وصف الشق الثاني من قول علقمة ومجاهد بأنه صحيح انظر "تفسيره" "١/ ١٥٧". ٤ "البحر" "١/ ٤٩". ٥ سقط هنا ورقة من الأصل ولم ينتبه مرقمه فدرج على التسلسل وقد نقل الزركشي في "البرهان" كلام الجعبري ومنه نفهم هذا القيد الذي يشير إليه المؤلف فلاحظ، جاء في "١/ ١٨٩": =

1 / 244