221

Cujab Fi Bayan Asbab

العجاب في بيان الأسباب

Baare

عبد الحكيم محمد الأنيس

Daabacaha

دار ابن الجوزي

وحكى أبو حيان عن الضحاك أن المراد بشياطينهم: الجن١ والأول، أصح٢ ٩- قوله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ . قال الواحدي٣: قال السدي: دخل النبي ﷺ المدينة فأسلم ناس ثم نافقوا، فكانوا كمثل رجل في ظلمة فأوقد نارا فأضاءت له فأبصر ما يتقيه إذ طفئت ناره في حيرة، أخرجه الطبري٤.

١ سبق نظر الحافظ هنا فنسب ما قاله الكلبي إلى الضحاك ففي "البحر" "١/ ٦٩": "وشياطينهم هم اليهود الذين كانوا يأمرونهم بالتكذيب قاله ابن عباس. أو رؤساءهم في الكفر قاله ابن مسعود، وروي أيضًا عن ابن عباس، أو شياطين الجن قاله الكلبي، أو كهنتهم قاله الضحاك وجماعة، كان في عهد رسول الله ﷺ من الكهنة جماعة منهم: كعب بن الأشرف من بني قريظة، وابو بردة في بني أسلم، وعبد الدار في جهينة، وعوف بن عامر في بني أسد، وابن السوداء في الشام ... إلخ". وقد نسب القول بأنهم الجن إلى الكلبي في "المحرر الوجيز" "١/ ١٧٥" وتابعه القرطبي في "الجامع "١/ ١٤٥" قال ابن عطية: "وهذا في هذا الموضع بعيد". قلت: ولا أرى بعده لما نقله أبو الليث السمرقندي في "تفسيره" "١/ ٢٧٦-٢٧٧": "قال الكلبي: يعني كهنتهم، وهم خمسة رهط من اليهود، ولا يكون كاهن إلا ومعه شيطان منهم ... إلخ". وعلى هذا فرجوعهم إلى الكهنة هو رجوع الجن في آن واحد، وبذلك يجمع بين القولين، وينتهي الخلاف. ٢ وقد عرفت أن القولين يجتمعان. ٣ لم أجد هذا النقل في كتابه "أسباب النزول"، ويدل على عدم ذكره فيه أن السيوطي نقله عن السدي في كتابه "اللباب" "ص١٨" ورمز له بـ"ك" وهو اصطلاحه فيما يزيده على الواحدي. ٤ في "١/ ٣٢٢" برقم "٣٨٨" بالسند المعروف الذي مر ذكره في المقدمة، وأخرجه ابن أبي حاتم "ص٦١" برقم "١٦٢"، وقد اختصر المؤلف كثيرًا وأشار إليه ابن كثير "١/ ٥٥" وصححه واستظهره على غيره من الأقوال في معنى الآية.

1 / 239