Cujab Fi Bayan Asbab
العجاب في بيان الأسباب
Baare
عبد الحكيم محمد الأنيس
Daabacaha
دار ابن الجوزي
١ أصل القول دون ذكر الأسماء مروي بالسند عن الربيع بن أنس كما فى تفسير الطبري "٢٥٢/ ١" ونصه: "آيتان في قادة الأحزاب: إن الذين كفروا ... فهم الذين قتلوا يوم بدر". قال ابن عطية في "١٥٢/ ١": هكذا حكي هذا القول، وهو خطأ؛ لأن قادة الأحزاب قد أسلم كثير منهم، وإنما نزلت ترتيب الآية في أصحاب القلب ... " وعلة تخطئته لهذا القول انصراف ذهنه إلى غزوة الخندق -والله أعلم- وليس هذا بلازم، فالمقصود من الأحزاب هنا المشركون الذين تحزبوا على المسلمين في بدر، وهذا قول أبي العالية، ويرويه عنه الربيع كما في "تفسير ابن كثير" "١/ ٤٥". ٢ أي: بالسكوت وعدم التعقيب. ٣ قال ابن إسحاق في كلامه على كفاية الله نبيه أمر المستهزئين: "حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، أو غيره من العلماء: أن جبريل أتى رسول الله ﷺ، وهم يطوفون بالبيت فقام وقام رسول الله ﷺ إلى جنبه فمر به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي، ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه، فاستسقى بطنه فمات منه حبنا [هو انتفاخ البطن من داء]، ومر به الوليد بن المغيرة، فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، كان أصابه قبل ذلك بسنين، وهو يجر سَبَله [أي: فضول ثيابه] وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلًا له، فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش في رجله ذلك الخدش، وليس بشيء، فانتقض به [أي: تجدد] فقتله ... " انظر "سيرة ابن هشام" "١/ ٤١٠". ٤ هي قرية فوق ينبع، على ست مراحل من المدينة، وهي كثيرة المزارع والنخل، وفيها مات عبيدة بن الحارث بن المطلب، وكانت قُطعت رجله ببدر، فوصل إليها مرتثًا [الترييث: الإعياء] . وفيها بقرب منها قتل رسول الله ﷺ النضر بن الحارث مرجعه من بدر بموضع يقال له الأثيل. انظر "الروض المعطار في خبر الأقطار" "ص٣٦٢" و"القاموس" مادة الريث "ص٢١٨" و"الإصابة" للمؤلف "٢/ ٤٤٩" ترجمة عبيدة برقم "٥٣٧٥". ٥ الذي في سيرة ابن هشام "١/ ٦٤٤" ما يلي: "قال ابن إسحاق: حتى إذا كان رسول الله ﷺ بالصفراء قتل النضر بن الحارث، ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة بن أبي معيط. قال ابن هشام: عرق الظنية عن غير ابن إسحاق" ا. هـ باختصار. ولا يمكن قبول هذا السبب لأن الآية تدل على أنها نزلت في كفار أحياء لا أموات!
1 / 230