194

Cudda Fi Sharh Cumda

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار

Daabacaha

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

باب الجنابة
الحديث الأول
عن أبي هريرةَ ﵁: أنَّ النبيَّ ﷺ لَقِيَهُ في بَعْضِ طُرِقِ المَدِينَةِ، وهو جُنُبٌ: فانْخَنَسْتُ مِنْه، فَذَهَبْتُ، فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فقالَ: "أينَ كُنْتَ يا أَبا هُرَيْرَةَ؟ " قال: كُنْتُ جُنُبًا، فكَرِهْتُ أَن أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، قَالَ: "سُبْحَانَ اللهِ! إنَّ المُؤمِنَ لا يَنْجُسُ" (١).
الجنابة: دالة على معنى البعد، ومنه قوله تعالى: ﴿وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ [النساء: ٣٦].
وعن الشَّافعيِّ ﵁: أنه إنَّما سُمِّيَ جُنُبًا، من المخَالَطة.
ومن كلام العرب: أَجْنَبَ: إذا خالَطَ امرأته.
فعلى هذا يكون من الأضداد، وهو أَنَّ اللفظَ يُستعمل في الضدين في المعنى؛ كالقربِ والبعد، ولأنَّ مخالطتَها يلزم منها حصولُ الجنابة، أو مؤدِّية إليها، التي معناها البعدُ (٢).
وأما المدينة: فهي مدينةُ النبي ﷺ.

(١) رواه البخاري (٢٧٩)، كتاب: الغسل، باب: عرق الجنب، وأن المسلم لا ينجس، ومسلم (٣٧١)، كتاب: الحيض، باب: الدليل على أن المسلم لا ينجس.
(٢) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (١/ ٢٧٩)، و"القاموس" للفيروزأبادي (ص: ٨٩)، (مادة: جنب).

1 / 198