Critiquing the Foundations of the Rationalists

Suleiman Al-Kharashi d. 1443 AH
126

Critiquing the Foundations of the Rationalists

نقض أصول العقلانيين

Daabacaha

دار علوم السنة

Noocyada

فالله يشبههم بالأنعام التي تسمع صوت المنادي، ولا تفقه ما يقول، كل هذا بسبب جمودهم على ما هم عليه، وتعطيل عقولهم عن التفكر لتبحث عن الحق فتتبعه، فكان نتيجة اهدارهم هذه النعمة التي تميزوا بها عن البهائم أن أصبحوا مثلها، بل أحط منزلة (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) (١) . بيان عظيم ثمرات استخدام العقل: وقد بين القرآن أن من أبرز النتائج التي يحصل عليها العقل المتجرد إذا تفكر وتدبر: التوصل إلى الإيمان بوحدانية الله، والشعور بعظمته سبحانه، ومعرفة الحق الذي خلقت به السموات والأرض، يقول سبحانه (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذي يذكرون الله قياماُ وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار) (٢) . ولذلك يعقب سبحانه كثيرًا بعد ذكر آياته في الأنفس والآفاق بقوله (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) – وكفى بهذه النتيجة نفعًا وعظمة. الثبات على الحق الذي توصل إليه، والاطمئنان القلبي الذي يصاحبه، خلافًا للذي انعدمت بصيرته فهو في أمر مريج، لا يستقر على حال، ولا يطمئن إلى وجهة معينة، فهو مشتت تتنازعه الأهواء، يقول سبحانه (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب) (٣) . هـ- حثه على العلم والمعرفة التي تقود الإنسان في حياته العملية خلافًا لما عليه الجهلة: ولقد أثنى الله سبحانه على العلماء ورفع مقامهم، فقرنهم سبحانه بذكره حينما قال (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) (٤) . وقال سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) (٥) .

(١) الأنفال ٢٢. (٢) آل عمران ١٩٠-١٩١. (٣) الرعد ١٩. (٤) آل عمران ١٨. (٥) فاطر من آية ٢٨.

3 / 36