169

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

Noocyada

الله بعضه ببعض؟ ! إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا» (١).
وقال ﷺ: «اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا» (٢).
وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «سمعت رجلًا قرأ آية سمعت من النبي ﷺ خلافها، فأخذت بيده فأتيت به رسول الله ﷺ، فقال: «كلاكما محسن»، قال شعبة (٣): أظنه قال: «لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا» (٤).
وهذه التربية العملية من النبي ﷺ أثرت على الصحابة في نظرتهم إلى الخلاف، ونفورهم منه وبعدهم عنه (٥)، وإذا أضفنا إلى ذلك ما كان يدركه الصحابة

(١) هذا الحديث أحد روايات الحديث المتقدم (ص ٤٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/ ١٩٦)، وحسن إسناده الأرنؤوط في تعليقه على المسند (١١/ ٤٣٤).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب العلم (٤/ ٢٠٥٣) برقم (٢٦٦٧) من حديث جندب بن عبد الله البجلي ﵁.
(٣) هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، أحد أئمة الحديث ونقاده، روى عن الحسن وقتادة، وعنه ابن المبارك، قال عنه الثوري: «أمير المؤمنين في الحديث»، توفي عام (١٦٠).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٢/٣٨)، وتذكرة الحفاظ (١/ ١٩٣)، وتهذيب التهذيب (٢/ ١٦٦).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب الخصومات، باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهود (٣/ ٨٨).
(٥) انظر: إعلام الموقعين (١/ ٢٥٩)، وبحوث في أصول التفسير ومناهجه (ص ٤١).

1 / 169