Criterion Between the Allies of the Merciful and the Allies of the Devil 1
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
Noocyada
اعتقاد ملاحدة الصوفية في الوجود وحقيقة أمرهم جحد الخالق
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [إلى غير ذلك من الصفات التي تبين أنه من أعظم مخلوقات الله تعالى الأحياء العقلاء ليس خيالًا في نفس النبي كما زعم هؤلاء الملاحدة المتفلسفة والمدعون ولاية الله، وأنهم أعلم من الأنبياء، وغاية حقيقة هؤلاء إنكار أصول الإيمان].
فالفلاسفة حقيقة نهاية كلامهم أنهم ينكرون أصول الإيمان الستة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فإن أصول الإيمان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وحقيقة أمرهم جحد الخالق، فإنهم جعلوا وجود المخلوق هو وجود الخالق، وقالوا: الوجود واحد، ولم يميزوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع، فإن الموجودات تشترك في مسمى الوجود، كما يشترك الناس في مسمى الإنسان، والحيوانات في مسمى الحيوان، لكن هذا المشترك الكلي لا يكون مشتركًا كليًا إلا في الذهن].
الحيوانية هذه وصف مشترك كلي هل توجد حيوانية هي صفة للإنسان وصفة للحيوان وصفة لجميع الكائنات الحية؟ نعم فالحيوانية مصدر، مثل قولك: الوجود مثلًا، فالحياة هذه صفة لكل حي تنتقل وحدها أو تقوم بحي.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وإلا فالحيوانية القائمة بهذا الإنسان ليست هي الحيوانية القائمة بالفرس، ووجود السماوات ليس هو بعينه وجود الإنسان، فوجود الخالق ﷻ ليس هو كوجود مخلوقاته.
وحقيقة قولهم قول فرعون الذي عطل الصانع، فإنه لم يكن منكرًا هذا الوجود المشهود، لكن زعم أنه موجود بنفسه لا صانع له، وهؤلاء وافقوه في ذلك، لكن زعموا بأنه هو الله، فكانوا أضل منه وإن كان قوله هذا هو أظهر فسادًا منهم، ولهذا جعلوا عباد الأصنام ما عبدوا إلا الله، وقالوا: لما كان فرعون في منصب التحكم صاحب السيف وإن جار في العرف الناموسي].
في العرف الناموسي: الذي هو في عرف الشريعة جائر.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [لذلك قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات:٢٤] أي: وإن كان أربابًا بنسبة ما فأنا الأعلى منكم بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم].
هذا كلام ابن عربي في فصوص الحكم حيث يفسر ويبرر لفرعون ويقول: عنده حق -والعياذ بالله- حين قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات:٢٤] فيوجد أرباب بنسبة ما، لكن أنا الأعلى منكم بما أعطيته في الظاهر! قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قالوا: ولما علمت السحرة صدق فرعون فيما قاله أقروا له بذلك، وقالوا: ﴿اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴾ [طه:٧٢]].
من أجل أنك عندنا في الدنيا فأنت الأعلى، إذًا من حقك أن تفعل شيئًا؛ لأن هذا ليس أمر استهزاء به، ولا استهانة ولا احتقار له، بل هذا له أمر إظهار وإباحة له أن يعمل هذا الشيء والعياذ بالله! قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قالوا: فصح قول فرعون: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات:٢٤]، وكان فرعون عين الحق -أي: عين الرب والعياذ بالله-، ثم أنكروا حقيقة اليوم الآخر فجعلوا أهل النار يتنعمون كما يتنعم أهل الجنة] والعياذ بالله! يقول ابن عربي في أشعاره: فلم يبق إلا صادق الوعد وحده وليس لوعيد الحق عين تعاين وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم على لذة فيها نعيم مباين نعيم جنان الخلد فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباين سمي عذابًا من عذوبة طعمه وذلك له كالقشر والقشر صائن فأنكروا حقيقة اليوم الآخر فجعلو أهل النار يتنعمون كما يتنعم أهل الجنة!
5 / 16