Copernicus, Darwin, iyo Freud: Kacaankii Taariikhda iyo Falsafadda Sayniska
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Noocyada
ومن ثم فإن البشر بالنسبة لداروين نتاج التطور مثل أي كائن حي آخر. رفض الداروينيون بشدة الالتجاء إلى «قوى إبداعية جديدة» لتفسير المخ البشري، وبهذا اتبعوا مبدأ التوحيد الذي يشير إلى أن الظاهرة نفسها يجب أن تفسرها المبادئ نفسها. (ج) العقول الناشئة
ما المادة؟ لا يهم. ما العقل؟ لا يهم. (جولد، «بنية نظرية التطور» (2002)، 97)
يأمل الماديون في تفسير كيف أنتج المخ العقل. كان هذا في عصر داروين خطة بحثية أكثر من كونه برنامجا مفصلا. وحتى اليوم لا يزال واحدا من الأسرار الكبيرة، ونقطة تركيز لأبحاث مكثفة. قدمت فلسفات العقل والعلوم المعرفية معا عددا من الإجابات الممكنة، وكلها لا تزال غير مثبتة بدقة بالأدلة. ولا يسعنا مراجعة هذه النماذج هنا (انظر بلاكمور/جرينفيلد 1987؛ ليونز 2001؛ بلاكمور 2003؛ سيرل 2004)، ومع ذلك، يمكننا أن نتساءل عن الموقف الحديث الذي تتسق معه هذه التأملات الداروينية بشأن العقل على نحو أكبر.
وفق الرؤية الداروينية، الحالات العقلية هي سمات مخية «ناشئة». و«السمة الناشئة» لا يمكن اختزالها إلى الأساس الذي ظهرت منه، فهي تشكل ظاهرة جديدة نوعيا تتطلب مستويات جديدة من الأوصاف وربما قوانين فيزيائية جديدة. امزج الدقيق والزبد والبيض والسكر، وضع الخليط في الفرن، وستحصل على كعكة كظاهرة ناشئة . إذا كان هذا حقيقيا بالنسبة للكعكة، فربما يكون حقيقيا بالنسبة للعقل. والعمليات العقلية الذاتية - التخطيط الواعي، والتفكير، وحل المشكلات - تشكل ظواهر جديدة. ويمثل المخ نظاما ذاتي التنظيم ينتج عمليات عقلية جديدة أسمى. العمليات العقلية هي السمات الناشئة لتفاعل شبكات الخلايا العصبية. وعلى هذا النحو، توزع الوظائف العقلية عبر المخ. وتنتمي السمات الناشئة إلى النظام بأكمله وليس لمكوناته. طبق الداروينيون مبدأ ارتباط النمو على المخ، وأشاروا إلى أن المخ ربما يكتسب وظائف ذهنية لم يحدث أي انتقاء مباشر لها؛ وهذا قد يؤدي بالفعل إلى تأثير كرة الثلج (بانج 1977؛ 1980؛ سبيري 1983؛ تشالمرز 1996؛ كلارك 1997؛ داماسيو 1999؛ إديلمان 1992؛ همفريس 1997؛ سيبرايت 1987؛ «سينتيفيك أمريكان» 2004) كان هكسلي قد أشار بالفعل إلى أن التغيرات الصغيرة في المخ ربما تؤدي إلى تغييرات كبيرة في العقل. ربما تؤدي الزيادات الصغيرة في التشابكات العصبية - التي استفاد منها البشر في ماضيهم التطوري - أولا إلى اختراع أدوات ثقافية جديدة مثل اللغة الرمزية. وبمجرد توافر هذه الأدوات، فإن استغلالها السريع في التفاعل مع العالم المادي منح البشر ميزة تطورية رئيسية. والتجليات الموضوعية للعمليات الذهنية الذاتية - الثقافة، واللغة الرمزية، والعلوم - تتخطى منشئيها الأصليين، ويتضمن النشوء حقيقة السمات العقلية. علاوة على ذلك، تغلف السمات الناشئة بحلقات سببية، كما يتضح في ظاهرة سلوك المجموعة.
يمكن للمجموعة أن تؤثر على طريقة تصرف أفرادها. وكما سنرى في الفصل الثالث، ذهب دوركايم إلى وجود شمولية ناشئة فيما يتعلق بوجود الفئات الاجتماعية والمجتمع. يعزو فرويد أيضا في عمله في مجال علم النفس الجماعي قوى سببية إلى الحشود، وهذه القوى لا يمكن اختزالها إلى مجموع الأفراد الذين يشكلون الحشد. ووفقا لهذا الرأي، فإن التفاعل بين الأفراد يؤدي إلى ظواهر أسمى، مثل العلاقات الاجتماعية. إذا كانت الظاهرة العقلية ظاهرة ناشئة أسمى من حالات المخ التي نشأت منها، فمن المفترض أن نكون قادرين على إيجاد مثل هذه الحلقات السببية في العمليات العقلية. تعتمد العمليات العقلية اعتمادا كبيرا على الوسائل الرمزية، سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المجتمعي؛ فنحن نتحدث مع أنفسنا والآخرين بلغة عامة. والحياة الاجتماعية مدعومة بأطر مؤسسية؛ فعلى سبيل المثال، الأموال وسيلة رمزية تسمح بتبادل السلع. إذا كان العقل قادرا على إنتاج أهداف شخصية ومنتجات ثقافية ، بدورها يمكن أن تؤثر على السلوك الفردي والجماعي، فلا يمكن أن يكون العقل مجرد ظاهرة ثانوية. لا بد أن توجد سببية عقلية؛ فكما أصر فرويد، الاضطرابات العقلية تؤدي إلى أفراد مضطربين. وعادة ما يتسبب القرار العقلي في القيام بعمل مادي. وتكشف لنا الآثار التي تطرحها الأفكار الموضوعية على وجهات نظرنا العامة وأعمالنا الاجتماعية ما يكافئ ذلك؛ فبلا شك، لم يعد البشر يتصرفون وكأنهم مركز الكون، وذروة الخلق. إن الأفكار المتجسدة في الكوبرنيكية والداروينية وجهت توجهاتنا الذهنية العملية نحو العالم الطبيعي والاجتماعي في اتجاهات جديدة؛ فقد غيرت الفرضيات الفلسفية. وتمثل المؤسسات العامة (التعليم، والعدالة، والسياسة، والسوق) أيضا كيانات رمزية تؤثر بشدة على سلوك الجماعة التي تبنتها. ويختلف سلوك العناصر الاقتصادية الفردية اختلافا كبيرا تبعا لما إذا كانت تعمل ضمن إطار مؤسسي لسوق حرة أو سوق موجهة.
إذا كانت السببية العقلية حقيقية، فلا بد أن تصور في أي نموذج للعقل البشري. ويبدو أن السمات الناشئة تفي بهذا الشرط؛ فهي تتيح وجود الحلقات السببية. يمكن للسمات الناشئة أن تتداخل مع العناصر التي نشأت منها، ويمكن للعمليات العقلية أن تؤثر على العمليات العقلية الأخرى، وكذلك أيضا على العمليات المخية والعمليات البدنية، وقد تولد الفكرة الجيدة أفكارا جيدة أخرى. ويؤثر الإجهاد العاطفي على الحالات الفسيولوجية للفرد، بينما يدفع الاكتئاب بعض الأشخاص إلى الانتحار. ومن بين الأفكار المهمة في العلوم الاجتماعية فكرة أن الأفكار والمؤسسات يمكن أن توجه العمل الاجتماعي (فيبر 1948، 280).
على الرغم من أن الماديين الداروينيين لم يكن لديهم مفاهيم النشوء والعقل المتجسد، ففي مناقشاتهم وصفوا العقل بأنه سمة ناشئة، واعتبروا العقل قوة مهمة في الطبيعة والمجتمع. يمكن للعقل تطوير وظائف جديدة، مثل اللغة الرمزية، التي تعطي أي كائن حي ميزة كبيرة في الصراع من أجل الوجود. ويصنع العقل أيضا أفكارا أخلاقية - على سبيل المثال - تنظم العلاقات الاجتماعية. وبهذه الطريقة، خفف التطور الثقافي القوة القاسية للانتقاء الطبيعي.
ولكن لا يزال العديد من تلك الأسئلة القديمة دون إجابة حتى اليوم. لنفترض أن الحالات العقلية «تنشأ» من نشاط الخلايا العصبية. كيف يفسر العلم التجريبي نشأة العقول الواعية؟ اكتشف علم الأعصاب الشبكات العصبية في المخ، وهي مرتبطة بالوظائف العقلية. ويمكن تحديد موقع للترابط. على سبيل المثال، يبدو أن الكلام يقع في منطقة بروكا. وترتبط مناطق أخرى في قشرة الدماغ بالحركة والرؤية. أطلقت الداروينية برنامجا بحثيا، وجرى التخلي عن ثنائية الجوهر الديكارتية، وصار ينظر إلى المخ على أنه عضو بيولوجي، وهو مقر العقل. يشجع تركيز الداروينية على تساؤلات بشأن نمو الوظائف العقلية الجديدة والميزة التطورية الخاصة بالوعي (بارلو 1987؛ نوزيك 2001). (سوف نتناول في القسم الخامس من الفصل الثالث تطور علم النفس التطوري؛ وهو محاولة لتفسير الوظائف العقلية من خلال تطبيق المبادئ التطورية على العقل.) وللداروينية أيضا انعكاس على صورة الذات لدى البشر؛ فقد تسببت في فقدان التصميم الرشيد. (5-3) فقدان التصميم الرشيد
دراسة مستقبل الجنس البشري أكثر إرضاء لغرورنا من دراسة الماضي. (بوشنر 1868، 256؛ ترجمة المؤلف)
يشكل التفسير الطبيعي الدارويني لظهور البشر فقدانا تاما للتصميم الرشيد؛ فلم يحدث تدخل من قوى خارقة مهد الساحة لميلاد البشرية. رفض الماديون الداروينيون موقف والاس الوسطي؛ فإذا كان الانتقاء الطبيعي يستطيع تفسير ظهور جسم الإنسان، فلا بد أن يفسر أيضا ظهور العقل البشري؛ فالبشر، «بالمعنى الحرفي»، ليسوا ذروة الخلق. ورفض الداروينيون حل لامارك بتصوير البشر هدفا للتطور التدريجي؛ فالتطور التدريجي كآلية ليس موجودا؛ فلم تصل العملية التطورية إلى ذروتها مع ظهور البشر. إن البشر لا يمثلون ذروة الكمال، التي يقارن بها جميع الكائنات الأخرى على نحو غير ملائم؛ ففي نماذج التصميم والتطور الخطي، كان البشر إضافات متأخرة نسبيا إلى حلة الطبيعة. فينبغي إعداد الأساس المناسب لتعقيد البشر؛ ولذلك سخرت الحيوانات والنباتات من أجل الهدف النهائي للخلق، وهو البشر المعقدون. ومن ثم، يمكن للبشر أن ينظروا إلى النباتات والحيوانات على أنهم مذللون من أجل احتياجاتهم. كان ذلك يشبه مركزية الأرض ولكن في عالم الأحياء . قضى كل من كوبرنيكوس وداروين على هذه المركزية البيولوجية الوقحة. فقد التصميم الرشيد، واحتلت القوى المادية مكانه. كانت المشكلة، كما أشار كارل فوجت ، أن:
Bog aan la aqoon