المبحث الأول: من الفرق الناجية؟
أما من هي الفرق الناجية، فقد اختلف العلماء في المراد بهم على أقوال، هي إجمالًا:
١- قيل: إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام.
٢- وقيل: هم العلماء المجتهدون الذين قال فيهم رسول الله ﷺ: «إن أمتي لا تجتمع على ضلالة» (١)، أي لن يجتمع علماء أمتي على ضلالة، وخصهم شيخ الإسلام بعلماء الحديث والسنة.
٣- إنهم خصوص من أصحاب النبي ﷺ الذين قال فيهم الرسول ﷺ في رواية: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (٢) .
٤- إنهم جماعة غير معروف عددهم ولا تحديد بلدانهم، أخبر عنهم النبي ﷺ بإخبار الله له أنهم على الحق حتى يأتي أمر الله. ولعل هذا هو الراجح من تلك الأقوال ونحن نطمع إن شاء الله أن نكون منهم مادمنا على التمسك بكتاب الله ﷿ وسنة نبيه ﷺ وعلى منهج سلفنا الكرام.
٥- وفيه قول خامس، أن الجماعة هم جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير (٣) .
(١) أخرجه ابن ماجه ٢/١٣٠٣، وابن أبي عاصم في السنة ١/٤١، وأبو داود ٤/ ٤٥٢، والترمذي ٤/ ٤٦٦ وقال: غريب من هذا الوجه، الحاكم في المستدرك ١/ ١٥٥
(٢) أخرجه الترمذي.٥ / ٢٦.
(٣) الاعتصام - بتصرف - ج ٢ ص ٢٦٠ - ٢٦٤، وقد فصل القول فيها. وانظر مجموع الفتاوى ج ٣ ص ٣٤٥.