Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
Daabacaha
دار العاصمة للنشر والتوزيع
Noocyada
والأعمال بالخواتيم:
ــ
قد كتب لي أن أدخل الجنة دخلتها، وإن كان قد كتب لي أن أدخل النار دخلتها، ولا يعمل شيئًا.
فيقال له: أنت لا تقول بهذا في نفسك، هل تقعد في البيت وتترك طلب الرزق وتقول: إن كان الله قد كتب لي رزقًا فسييسره لي؟ أو تخرج وتسعى وتطلب الرزق؟ البهائم والطيور لا تقعد في أوكارها، بل تخرج وتطلب الرزق، وجاء في الحديث: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا " (١) فالله فطرها على طلب الرزق، وعلى فعل الأسباب، وهي بهائم، وأنت رجل عاقل! .
وأيضًا: لو أن أحدًا سرق منك شيئًا، هل تقول: هذا قضاء وقدر، أم تشتكيه؟ بل تشتكيه وتطلب وتخاصم، ولا تحتج بالقضاء والقدر!
أي: علم أفعالهم في الأزل
قال تعالى: (فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) [الليل: ٥، ١٠] .
(والأعمال بالخواتيم): الإنسان لا يغتر بعمله وإن كان أصلح الصالحين، بل يخاف من سوء العاقبة، ولا يحكم على أحد بأنه من أهل النار بموجب أفعاله؛ لأنه لا يدري بماذا يختم له، ويوضح ذلك حديث النبي ﷺ من حديث ابن مسعود: "إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" (٢) .
فالإنسان يخاف من سوء الخاتمة، ولا يحكم على أحد بسوء الخاتمة؛ لأنه لا يدري بما يختم له. فالتوبة تجبُّ ما قبلها: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ...) [الأنفال: ٣٨] .
(١) أخرجه أحمد في المسند ١/٣٠، ٥٢ وعبد بن حميد رقم (١٠) الترمذي رقم (٢٣٤٤)، وابن ماجه رقم (٤١٦٩) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحح إسناده الشيخ شاكر في تحقيق المسند رقم (٢٠٥، ٣٧٠، ٣٧٣) . . (٢) أخرجه البخاري رقم (٨٠٢٣) ومسلم رقم (٣٤٦٢) .
1 / 110