209

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Daabacaha

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Noocyada

ولا نفرط في حب أحد منهم:
ولا نتبرأ من أحد منهم:
ــ
الإفراط: الغلو، أي: لا نغلوا في حب أحد منهم، كما غلت الرافضة في حب علي ﵁ على زعمهم، وإلا الظاهر أنهم لا يحبونه ولا يحبون المسلمين عمومًا، فغلوا فيه حتى قال بعضهم: إن عليًا هو الله، وذلك في زمن علي ﵁، فخدَّ لهم الأخاديد وأحرقهم بالنار غيرةً لله ﷿. فالغلو ممنوع سواء في الصحابة أو غيرهم، قال سبحانه: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) [المائدة: ٧٧]، والنبي ﷺ يقول: "إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" (١) فنحن نحب أصحاب رسول الله ﵊، ولكن لا نغلو فيهم حتى نجعلهم شركاء لله وندعوهم من دون الله، كما تفعل الرافضة والقبوريون، فليس هذا حبًا للصحابة، فحبهم باتباعهم والاقتداء بهم والترضي عليهم.
في هذا إشارة إلى الرافضة الذين يتبرؤون من الصحابة، وخاصة أبا بكر، وعمر، وعثمان، بل يكفرون كثيرًا من الصحابة، هذا من التفريط، فلا نُفرّط في حبهم؛ لأن التفريط هو ترك محبتهم.

(١) أخرجه أحمد في المسند (١/٢١٥، ٣٤٧) وابن ماجه (رقم٣٠٢٩) .

1 / 231