Commentary on the Interpretation of Al-Qurtubi - Abdul Karim Al-Khudair
التعليق على تفسير القرطبي - عبد الكريم الخضير
Noocyada
لو كان القصد أن يرتدع من يراه، وهذه لا شك أنها من الحِكَم أن يُحضر فيشيع الأمر فينتشر بين الناس، ويتناقل الناس خبره، فيعرف أن هذا مصيره وهذا مآله فلا يقدم أحد على مثل ما أقدم عليه، وفرق بين إشاعةٍ وإشاعة، لأن بعض الناس يرى في قوله -جل وعلا-: ﴿يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾ [(١٩) سورة النور] إشاعة الفاحشة تختلف تمامًا عن إشاعة خبر الفاحشة، إشاعة الفاحشة إكثار الفاحشة، تشيع الفاحشة نفسها وتنتشر بين الناس، الذي يحب هذا، هذا محل النص، لكن إذا وقعت الفاحشة، وأريد إقامة الحد على من وقعت منه، وانتشر خبره في الناس ليرتدعوا هذا ليس من إشاعة الفاحشة، هذا من باب إشاعة الخبر، لكي يرتدع الناس لأنهم يعرفون أن هذا مصيرهم، وهذا مآلهم، أما إشاعة الفاحشة فهي إشاعة الفعل نفسه، والسعي في إكثاره وانتشاره بين الناس، ويختلف إشاعة الفعل عن إشاعة خبر الفعل، وما يترتب عليه.
الثانية والعشرون: روي عن حذيفة ﵁ أن النبي ﷺ قال: «يا معاشر الناس اتقوا الزنا، فإن فيه ست خصال: ثلاثًا في الدنيا وثلاثًا في الآخرة، فأما اللواتي في الدنيا: فيذهب البهاء، ويورث الفقر، وينقص العمر، وأما اللواتي في الآخرة: فيوجب السخط، وسوء الحساب، والخلود في النار» وعن أنس أن رسول الله ﷺ قال: «إن أعمال أمتي تعرض علي في كل جمعة مرتين، فاشتد غضب الله على الزناة».
وعن النبي ﷺ قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله على أمتي فغفر لكل مؤمن لا يشرك بالله شيئًا إلا خمسة: ساحرًا وكاهنًا وعاقًا لوالديه ومدمن خمر ومصرًا على الزنا».
الشيخ: تخريجه هو والذي قبله؟!
الطالب:. . . . . . . . . الحديث الآخر أخرجه البيهقي في الشعب من حديث عائشة وإسناده ضعيف، وكرره من حديث عثمان بن أبي العاص وهو منقطع في هذا الإسناد. . . . . . . . .
الشيخ: والذي قبلهما حديث حذيفة.
الطالب: ضعيف جدًا أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات حديث حذيفة،. . . . . . . . . وأنه ضعيف، وأنه متروك. . . . . . . . .
الشيخ: كلها ضعاف.
3 / 19