Commentary on the Interpretation of Al-Qurtubi - Abdul Karim Al-Khudair

Abdul Karim Al-Khudair d. Unknown
153

Commentary on the Interpretation of Al-Qurtubi - Abdul Karim Al-Khudair

التعليق على تفسير القرطبي - عبد الكريم الخضير

Noocyada

قال النحاس في كتاب معاني القرآن: وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية، ودل على صحة هذا القول: ﴿أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾ [(٢٦) سورة النور] أي عائشة وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات، وقيل: إن هذه الآية مبنية على قوله: ﴿الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً﴾ [(٣) سورة النور] الآية .. فالخبيثات الزواني والطيبات العفائف، وكذا الطيبون والطيبات، واختار هذا القول النحاس أيضًا، وهو معنى قول ابن زيد ﴿أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ﴾ [(٢٦) سورة النور] يعني به الجنس، وقيل: عائشة وصفوان فجمع كما قال: ﴿فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ﴾ [(١١) سورة النساء] والمراد: أخوان .. وهذا جاري على مذهب ابن عباس فيمن يقول بقوله: إن أقل الجمع اثنين. قاله الفراء، و﴿مبرؤون﴾ يعني منزهين مما رموا به، قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف ﵇ لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وإن مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى -صلوات الله عليه-، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان. وروي عن علي بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة ﵂ أنها قالت: لقد أعطيت تسعًا ما أعطيتهن امرأة: لقد نزل جبريل ﵇ بصورتي في راحته حين أُمر رسول الله ﷺ .. نعم، رآها النبي ﷺ في النوم في سرقة من حرير، وقيل له: هذه امرأتك، بصورة عائشة ﵂، أما كونها نزلت في راحة جبريل هذا يحتاج إلى نقل، وأما الحديث الصحيح هو ما ذكرنا.

7 / 5