Commentary on Tafsir al-Jalalayn - Abdul Karim al-Khudair

Abdul Karim Al-Khudair d. Unknown
82

Commentary on Tafsir al-Jalalayn - Abdul Karim al-Khudair

التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

Noocyada

العالم مشتق من إيش؟ من العلامة؛ لأنه علامة على خالقه وموجده، أو من العِلْم لأن من شأنه أن يعلم، فالذي يخص العالم بالعقلاء يقول: من العِلْم، والذي يجعل العالم عام لجميع ما سوى الله -جل وعلا- هو قول الأكثر يجعله من العلامة. ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [(٣) سورة الفاتحة] أي ذي الرحمة، وهي إرادة الخير لأهله. نعم، تقدم تفسير الرحمن الرحيم في تفسير البسملة، والمفسر هنا جرى على طريقة الأشعرية في تأويل صفة الرحمة لله ﷾ بإرادة الخير، تفسير الصفة بلازمها، بإرادة الخير لأهله أي لمن يستحقه، فرارًا من إثبات صفة الرحمة لله ﷾، والذي عليه أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله ﷾ لنفسه، وما أثبته له رسوله ﷺ من صفات الكمال، ونعوت الجلال على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تأويل، ولا وتعطيل، وفي صحيح البخاري: الرحمن الرحيم اسمان من الرحمة، الرحيم والراحم بمعنىً واحد، كالعليم والعالم، وذكر الحافظ ابن حجر ﵀ في فتح الباري عن ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل يغضب، الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل يغضب، ثم قال: ومن الشاذ ما روي عن المبرد وثعلب أن الرحمن عبراني، والرحيم عربي، وقد ضعفه ابن الأنباري والزجاج وغيرهما، وقد وجد في اللسان العبراني لكنه بالخاء المعجمة، يقول: الرحمن عبراني، نعم هو وجد بالعبرانية لكنه بالخاء المعجمة، ومعروف اللغة العبرية أكثرها خاء، الشين والخاء لا تكاد تخلو منها جملة من جمله. ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [(٤) سورة الفاتحة] أي الجزاء، وهو يوم القيامة، وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحد إلا لله تعالى، بدليل ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ﴾ [(١٦) سورة غافر] ومن قرأ مالك فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة، أو هو موصوف بذلك دائمًا كغافر الذنب، فصح وقوعه صفةً لمعرفة.

3 / 7