128

Commentary on Tafsir al-Jalalayn - Abdul Karim al-Khudair

التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

Noocyada

منهم من يقول ويري في ذلك خبرًا مطولًا: أن (ق) جبل محيط بالأرض، محيط بالأرض من ياقوت، وبالغوا في صفته وعظمته، وذكروا أشياء لا يقبلها عقل، ولم يرد بها نقل، حتى قال الحافظ ابن كثير: إنه من وضع زنادقة أهل الكتاب، من وضع زنادقة أهل الكتاب، وتتابع المفسرون على ذكره اعتمادًا على قوله ﵊: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وهذا في الصحيح، وفي رواية البزار: «فإن فيهم الأعاجيب» بعض الناس مغرم بذكر هذه الإسرائيليات وترديدها بناءً على أن فيها شيء لم يسمعه من قبل، وفي الغالب أن الأشياء التي لا تنفع ينساق وراءها الناس، النفوس ترتاح إليها؛ لأنها في الغالب ليس فيها شيء من التكليف، هي مجرد قصص، فتجد الناس يغرمون بمثل التفاسير المملوءة من الإسرائيليات، وتبعًا لذلك تجد كثير من طلاب العلم يصعب عليه قراءة كتب العلم المتينة مما يخدم الوحيين من التفاسير وشروح الأحاديث، كتب العقائد، كتب الأحكام، هذه صعبة على النفوس؛ لأنها تخالف ما تشتهيه النفوس، لكن تجده يقرأ في كتب الأدب؛ لأن فيها أخبار وسواليف ويقل وقال ويقرأ في كتب التواريخ، القراءة في كتب التواريخ والأدب فيها راحة، فيها استجمام، فيها متعة، فيها عبرة أحيانًا، فيها عظة، لكن الاسترسال وراءها بحيث تكون على حساب النصوص وما يخدم النصوص هذا لا يليق بطالب العلم، أيضًا الانسياق وراء هذه القصص التي جاء الإذن بقراءتها «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» هذا إذن مطلق لكنه ينبغي أن يكون مقيدًا بما لم يرد شرعنا بخلافه، فإذا ورد شرعنا بخلافه فإنه لا يجوز أن يحدث به، ولا يعتمد عليه، وإنما يذكر لبيان مخالفته.

5 / 11