Commentary on 'Al-‘Udda Sharh al-‘Umda' - Osama Suleiman
التعليق على العدة شرح العمدة - أسامة سليمان
Noocyada
آداب الذكر والصلاة على النبي ﵊
السؤال
أحد الخطباء في أحد المساجد بعد الانتهاء من الدرس يقول: هيا بنا نصلي على سيدنا رسول الله كما فعل الإمام الشافعي، ويقول بطريقة ملحنة: (اللهم صل على أفضل مخلوقاتك)، ثم يطلب من الموجودين الترديد معه أو بعده، هل كل هذا الفعل يوافق الشرع؟ وهل يصح لي الصلاة وراءه؟
الجواب
هذا رجل مخرف، وهؤلاء يظنون أنهم يحسنون صنعًا، وهذا يشبه من كان يقول: (صلى الله على طه خير الخلق وأحلاها)، وطه ليس من أسماء النبي ﵊، وعد إلى كل كتب التفاسير وإلى أقوال العلماء، فستجد أن تفسير طه مثل ألف لام ميم، ولم يقل أحد من علماء السلف: إن طه من أسماء الرسول ﵊.
ثم يقول: (وعلى الكرار أبي الكرماء)، الكرار يعني: الذي يقاتل الأعداء، (وعلى الزهراء وأبناها)، ثم يمدح ويتمايل ومعه البطانة، وبعد أن يتم المدح، ينطلقون إلى الفتة فرادى أو جماعات.
نسأل الله العافية.
هذا الكلام عفا عليه الدهر ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ [الأعراف:٢٠٥] فهناك أدب للذكر.
أخي الفاضل العزيز: هذا رجل يظن أنه يحسن صنعًا، ولكن الصلاة على النبي ﷺ لها آداب.
مداخلة: لكنه يحتج بحديث البخاري على الذكر الجماعي، وأن الرسول دخل على أصحابه وهم يفعلون ذلك وأقرهم على هذا ولم ينههم؟ الشيخ: تقصد أثر: كنا نعرف أن هناك صلاة من ارتفاع أصوات المصلين، هذا قول ابن حجر في الفتح، وهذا كان في أول الأمر كانوا يقولون: سبحان الله.
بصوت مرتفع، أما أن يذكر الله ﷿ ذكرًا جماعيًا بهذه الطريقة، أو يصلي على النبي ﷺ كذلك فلا.
يا قوم! المحبة ليست غناء ولا شعرًا، إنما المحبة اتباع، مدخن ويقول: صلى الله على سيد الخلق، فلماذا لا تطيعه؟ وهو لا يصلي الجماعات، وزوجته متبرجة، ويفعل الموبقات، يأتي الكبائر ويترك الواجبات، يا قوم! حبكم هذا لا ينفع المحبة محبة اتباع.
مثلًا: رجل يقول: (يا بوي ذوبني.
ذوب جالس في منامي.
يا بوي لبسني ثوب) هذه مصيبة.
يقول هذا وهو يغني للناس، لو أن حب الرسول ذوبك لتركت الغناء! تغني على المسرح وحب الرسول يذوبك! هؤلاء واهمون في حبهم، كاذبون في ادعائهم، ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران:٣١] تحبه وأنت حليق! أين الحب؟! أين الأسوة؟! أين القدوة؟! كيف تحبه وأنت تقيم المساجد على الأضرحة؟! هذا حب كاذب، وهؤلاء ليس لهم من الحب إلا الشعارات الكاذبة، وهذا دأب من كان قبلنا.
15 / 14