Collection of Fatwas and Various Articles - Ibn Baz

Ibn Baz d. 1420 AH
126

Collection of Fatwas and Various Articles - Ibn Baz

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز

Daabacaha

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية

Noocyada

الشفاعة (١)»، وفي الصحيحين - واللفظ للبخاري - عن كعب بن عجرة ﵁ «أن الصحابة ﵃ قالوا: يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد (٢)» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والصلاة من الله سبحانه معناها: الثناء على عبده في الملأ الأعلى، بذكر صفاته الحميدة، وأعماله الجليلة، ومن العباد طلبهم ذلك من الله سبحانه، ويراد بالصلاة - أيضا - الثناء من الله سبحانه على عباده ورحمته إياهم، كما في قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ (٣) ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (٤) ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ (٥) وهذه المسألة من أوضح المسائل لصغار طلبة العلم وعامة المسلمين، فكيف خفي هذا على هذا القائل؟ فالله المستعان.

(١) صحيح مسلم الصلاة (٣٨٤)، سنن الترمذي المناقب (٣٦١٤)، سنن النسائي الأذان (٦٧٨)، سنن أبو داود الصلاة (٥٢٣)، مسند أحمد بن حنبل (٢/١٦٨) . (٢) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (٣٣٧٠)، صحيح مسلم الصلاة (٤٠٦)، سنن الترمذي الصلاة (٤٨٣)، سنن النسائي السهو (١٢٨٨)، سنن أبو داود الصلاة (٩٧٦)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٠٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/٢٤٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٤٢) . (٣) سورة الأحزاب الآية ٤١ (٤) سورة الأحزاب الآية ٤٢ (٥) سورة الأحزاب الآية ٤٣

فإن قيل: إذا كان الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ﷺ ليس تأليها له، فما هو التأليه للرسول ﷺ والعبادة له؟ قلنا: إن التأليه للرسول ﷺ ولكثير ممن يسمون بالأولياء وغيرهم واقع من كثير من الجهال، ومنتشر في أنحاء الأرض، يعلم ذلك من خبر واقع الناس، وعرف دين الله الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه، وخلق الثقلين من أجله، وهذ التأليه الذي وقع من كثير من الجهال، هو صرف بعض العبادة للنبي ﷺ أو لغيره من المخلوقين، كدعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد والشفاء للمرضى، والنصر على الأعداء، ونحو ذلك من أنواع العبادة، والله سبحانه أوجب على عباده أن يخصوه بالعبادة، ونهاهم عن الشرك به، وبعث الرسل وأنزل الكتب

1 / 125