114

Collection of Arafat Sermons by Abdul Aziz Al-Sheikh

جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ

Noocyada

“ نهى الله عن اتخاذ الحج منبرا للفخر بالأنساب والأحساب “
إن الله ﷻ عاتب العرب ونهاهم أن يتخذوا الحج منبرا للفخر بأحسابهم وأنسابهم، وحذرهم من ذلك وأمرهم بلزوم ذكره: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ (١) .
“ بيان صفة حجة النبي ﷺ “
حجاج بيت الله الحرام، محمد بن عبد الله ﷺ حج حجة واحدة هي حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة له بعد مهاجره ﷺ، أذن ﷺ في الناس قائلا: إني حاج، فأم المدينة بشر كثير كلهم يريد الاقتداء به والتأسي به، فسار في طريقه من المدينة إلى مكة شرفها الله، والناس عن يمينه وشماله وخلفه وأمامه مد البصر، كل يلتمس الاقتداء به والتأسي به، والوحي ينزل عليه، وما عمل به النبي ﷺ عمل الناس بمثل ما عمل.
سلك الطريق الذي سلكه الأنبياء قبله، فمر بفج الروحاء فقال: «والذي نفسي بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما (٢)» «مر بعسفان فقال: كأني بهود وصالح على بكرين أحمرين متزري العباء، مرتدي النمار، يحجان هذا البيت العتيق (٣)»
وصل ﷺ مكة المكرمة منشأه ومبدأ دعوته فوجد الحرم البلد الأمين طاهرا من الشرك، طاهرا من أخلاق الجاهلية، فطاف به ﷺ، وخرجت العواتق وذوات الخدور كل يرتقب لينظر إليه وينظر

(١) سورة البقرة الآية ١٩٨
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٢ \ ٩١٥، كتاب: الحج، باب: إهلال النبي ﷺ وهديه، ح (١٢٥٢)
(٣) أخرجه أحمد في مسنده ١ \ ٢٣٢، ولفظه: عن ابن عباس قال: لما مر رسول الله ﷺ بوادي عسفان حين حج قال: '' يا أبا بكر، أي واد هذا؟ '' قال: وادي عسفان، قال: '' لقد مر به هود وصالح على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار، يلبون يحجون البيت العتيق ''

1 / 131