166

Clear Curriculum for Eloquence

المنهاج الواضح للبلاغة

Daabacaha

المكتبة الأزهرية للتراث

Lambarka Daabacaadda

-

Noocyada

التوجيه ويسمى "الإيهام": وهو أن يؤتى بكلام يحتمل على السواء معنيين متباينين، أو مضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه. مثاله ما حكي عن محمد بن حزم: أنه هنأ الحسن بن سهل مع من هنأ بتزويج ابنته "بوران" للخليفة المأمون، فأثابهم وحرمه، فكتب إليه يقول: إن أنت تماديت في حرماني قلت فيك بيتًا لا يعرف أمدح هو أو هجاء؟ فاستحضره وسأله عما كان منه فأقر، فقال الحسن: لا أعطيك، أوتفعل؟ فقال ابن حزم: بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن يا إمام الهدى ظفر ... ت ولكن ببنت من؟ فلم يدر "ببنت من" في العظمة وعلو الشأن، أم في الدناءة والضعة، فاستحسن الحسن منه ذلك، وسأله: أمن مبتكراتك؟ فقال: لا، بل نقلته من شعر بشار بن برد، وكان كثير العبث بهذا النوع. ومما يروى عنه في ذلك: أنه كلف خياطًا أعور العين يسمى "عمرًا" أن يخيط له قباء فقال له الخياط مازحًا: لأخيطنه، فلا تدري أهو جبة أم قباء؟ فقال له بشار: إذًا أنظم فيك شعرًا، لا يدري من سمعه: أدعوت لك أم عليك؟ فلما خاطه له على الصورة التي وعده بها، قال بشار: خاط لي عمرو قباء ... ليت عينيه سواء١ قل لمن يعرف هذا ... أمديح أم هجاء هكذا أخفى الشاعر مراده فلم يدر: أطلب أن تسوى العوراء بالصحيحة، فيكون دعاء له بالإبصار الكامل أم طلب أن تسوى الصحيحة بالعوراء، فيكون دعاء عليه بالعمى الكامل؟ ٨- الاقتباس: هو أن يضمن الكلام -نثرًا كان أو نظمًا- شيئًا من القرآن أو الحديث، لا على أنه منه، ويحسن أن يمهد للمقتبس، بحيث يكون مندمجًا

١ روي أن اسم الخياط "زيد"، والقباء بفتح القاف: ضرب من الثياب.

1 / 169