فصل
فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات
يعتمد نفاة الصفات على شبهات باطلة (١) يعرف بطلانها كل من رزقه الله علمًا صحيحًا، وفهمًا سليمًا.
وغالب ما يعتمدون عليه ما يأتي:
١ - دعوى كاذبة مثل أن يدعي الإجماع على قوله، أو أنه هو التحقيق، أو أنه قول المحققين، أو أن قول خصمه خلاف الإجماع، ونحو ذلك.
٢ - شبهة مركبة من قياس فاسد، مثل قولهم: إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه، لأن الصفات، أعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم، والأجسام متماثلة.
٣ - تمسك بألفاظ مشتركة بين معان يصحّ نسبتها إلى الله تعالى ومعان لا يصح نسبتها إليه. مثل: الجسم، والحيز، والجهة، فهذه الألفاظ المجملة يتوصلون بإطلاق نفيها عن الله إلى نفي صفاته عنه (٢) .
(١) -ومنها ما تقدم من قوله تعالى: ﴿هل تعلم له سميا﴾ [مريم: ٦٥] ﴿ولم يكن له كفوا أحد﴾ [الإخلاص] .
(٢) -انظر: الكلام في الجهة (ص٣٤) الباب التاسع، والكلام في الجسم (ص٣٩ - فما بعد) من الباب العاشر. وأما الحيز فيفصل فيه: فإن أُريد أن الله تحوزه المخلوقات فهو ممتنع، وإن أريد أنه منحاز عن المخلوقات مباين لها فصحيح.