57

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Daabacaha

دار التدمرية

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ

Noocyada

وهذان الاسمان: الرحمن الرحيم قد جاءا في مواضع كثيرة من القرآن مقترنين كما في البسملة، وفي الآية الثانية من الفاتحة، وفي قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [(١٦٣) سورة البقرة]. وجاءا مُتفرِّقَيْن فذُكِر الرحمن في مواضع وحده، والرحيم ذكر وحده، أو مع اسم آخر، فالرحيم قُرِن باسم آخر كالغفور، والرءوف، ﴿إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [(١٤٣) سورة البقرة] ﴿وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [(٢١٨) سورة البقرة]، وهذان الاسمان من أسماء الله الحسنى فهو الرحمن، وهو الرحيم. والمشهور في الفرق بينهما: أن الرحمن يدل على الرحمة العامة، والرحيم يدلُّ على الرحمة الخاصة بالمؤمنين. وقال بعضهم: الرحمن - يعني ـ: في الدنيا، والآخرة، والرحيم - يعني ـ: في الآخرة. وهذا قريب من الذي قبله، والحق أنه ﷾ الرحمن الرحيم في الدنيا، والآخرة (١). وجاء عن ابن عباس ﵄ أنه قال:" الرحمن الرحيم اسمان رقيقان" (٢) يعني: يدلان على الرحمة، وهي معنى فيه رِقَّة، وتقتضي الإحسان، والإنعام، والإكرام، ولا يقال: إن هذا تفسير للرحمة؛ لأنها صفة معقولة المعنى، وضد الرحمة القسوة، وضد الرحمة العذاب: ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَا يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَا يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا﴾ [(٥٤) سورة الإسراء] ﴿يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ﴾ [(٢١) سورة العنكبوت]. وفرَّق ابن القيم (٣) بين هذين الاسمين: بأن الرحمن دال على

(١) [تفسير الطبري / ٥٥]. (٢) [رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص ٥٦، وضعفه ابن حجر في الفتح ١٣/ ٣٥٩]. (٣) [بدائع الفوائد ١/ ٤٢].

1 / 67