212

Ciqd Thamin

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Baare

محمد بن عبد الله الهبدان

Daabacaha

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Goobta Daabacaadda

الرياض

الخاتمة في الفرق الناجية من النيران، وهم أهل الإسلام والإيمان، الذين تمسكوا بسنة نبيهم ﷺ واعتصموا بالقرآن، فنالوا بذلك رفيع الدرجات في الجنان. قال الله ﷻ: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة:٢) . وقال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى﴾ (طه: من الآية ١٢٣) . فوصف الله تعالى هذه الفرقة بالتقوى، ثم بين في كثير من الآيات أن القرآن هدى لهم ورحمة وشفاء وبشارة، وأنهم لا يضلون في الدنيا، ولا يشقون في الدنيا ولا في الآخرة. وفي الحديث الصحيح عنه ﷺ أنه قال: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله" (١) . وعن أبي الدرداء ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "لقد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" (٢) . وقال ﷺ: "ما تركت من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، ولا شيء يقربكم من النار إلا وقد حدثتكم به" (٣) وقد تقدم قبل هذا حديث العرباض المتضمن لأمره ﷺ بالتمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين من بعده، عند حصول الاختلاف والافتراق، وحدوث المنازعة والشقاق.

(١) رواه اللالكائي نحوه في شرح أصول الاعتقاد (١/٨٠) من حديث أبي هريرة ﵁. رواه مالك ٢/١٩٩ عن جابر ﵁. (٢) رواه أحمد (٤/١٢٦) . (٣) رواه الحاكم (٢/٥) من حديث ابن مسعود ﵁.

1 / 237