Al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Daabacaha
دار الكتاب العربي - بيروت
Noocyada
وأتى من الزهد والعبادة بما هو فوق العادة واجتهد بالقيام والصيام حتى كان يفطر مرة في ثلاثة ايام واجتنب الماء ستة اشهر ولم يشرب ونعما ذلك المشرب ولما وصل الشيخ المسفور الى رحمة ربه الغفور وانتصب مكانه الشيخ مصلح الدين المشتهر بمركز انف المرحوم من مبايعته وتأخر عن متابعته الى ان راى في منامه مجلسا عظيما حضر فيه الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم والشيخ مصلح الدين المزبور قام على كرسي يفسر سورة طه بتحقيق تام في حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى رأس الشيخ عمامة ترى تارة خضراء وتارة سوداء فسئل المرحوم من بعض الحاضرين فاجاب ان خضرتها تشير الى تمام شريعته وسوادها الى كمال جهة طريقته فترك التأنف بعد ذلك وعد صحبته من احسن المسالك ودام لديه على الاجتهاد الى ان كمل الطريقة الخلوتية واذن له فيها بالارشاد ثم انتقلت به الاحوال الى ان فوض اليه المشيخة في زاوية مصطفى باشا بقسطنطينية المحمية فسلك مسلك المشايخ السادة في تربية ارباب الارادة واجتمع عليه الطلاب ودخلوا عليه من كل باب وكان يعظ في الجامع الشريف باحسن وجه واوضح طريق ويفسر القرآن الكريم في انبائه باتقان وتحقيق وينتفع الناس بمجالسه الشريفة ونصائحه اللطيفة الى ان توفي رحمه الله في شهر ذي القعدة سنة تسع وسبعين وتسعمائة ضاعف الله حسناته وافاض علينا من سجال بركاته
ومن علماء العصر والزمن المولى محمد بن خضر شاه بن محمدالمشتهر بابن الحاجي حسن
كان ابوه من قضاة بعض البلدان وجده المسفور توفي قاضيا بالعسكر في أيام السلطان بايزيدخان وقرأ المرحوم على افاضل عصره وصار ملازما من المولى خير الدين معلم السلطان سليمان خان ثم تقلد المدرسة القزازية بمدينة بروسه بخمسة وعشرين ثم مدرسة عبد السلام بجكمجه بثلاثين ثم مدرسة رستم باشا بكوتاهية باربعين ثم مدرسة خانقاه بقسطنطينية بخمسين وهو مدرس بها بعدما جعلت مدرسة فانه لما ابتنتها السيد ة حرم زوجة السلطان سليمان جعلتها خانقاها للصوفية ثم بدلتها مدرسة لاقتضاء بعض الامور وشرطت لمن يدرس
Bogga 418